هل كان عباس الأمين العام لحزب الاستقلال ورئيس الحكومة الحالية في حاجة فعلية للإعلان الرسمي عن تحالف مع حزب العدالة والتنمية. قبل الإعلان عن ذلك كان عباس الفاسي قد التقى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مرتين خلال الأسابيع الماضية، إلا أن كلا الزعيمين لم يؤكدا ولو لمرة واحدة في أي من خرجاتهما لمسألة التحالف المباشر، واكتفى عبد الإله بنكيران غير ما مرة بأن مسألة التحالف مع حزب الاستقلال مسألة متروكة لما بعد الإعلان الرسمي عن الانتخابات. عباس الفاسي صبيحة أمس لم يكتف بتلك الإشارة التي طالما ترددت على لسان أمين عام العدالة والتنمية، ولكن الأمر ذهب بزعيم الاستقلاليين الى الإعلان عن أن أقرب حزب يمكن للاستقلال أن يتحالف معه هو حزب العدالة والتنمية. المصادر ما دار في الجلسة الصباحية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال أطلعت الجريدة على أن الأمين العام لحزب الاستقلال لم يأت في حديثه عن أي ذكر للتحالف مع الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية حليفي حزب الاستقلال في الكتلة الديمقراطية. في المقابل كان عباس الفاسي أكثر وضوحا عندما قال إن الأقرب لحزب الاستقلال في مرجعياته يظل هو العدالة والتنمية وفقا لما أسماه عباس الفاسي «التمسك بمقومات الهوية والدفاع عن نفس المرجعية الإسلامية». مصادر الجريدة نفسها قالت إن الفاسي أقسم بأغلظ الأيمان أن الحديث عن تحالف مع العدالة والتنمية لم يكن في بال حزب الاستقلال قبل اليوم وأن الاتصال مع حزب المصباح لم يكن من أجندات القيادة الاستقلالية قبل اليوم. قبل الالتحاق بالقاعة الكبرى في المركز العام لحزب الاستقلال لمتابعة الجلسة التي كانت مخصصة للحسم في التزكيات في اللوائح المحلية والوطنية كان الاستقلاليون يقلبون على كل الأوجه كلام أمينهم العام عباس الفاسي، فالرجل لم يترك أي فرصة للحديث عن تحالف محوري آخر بعدما قال إن الأقرب سياسيا للاستقلاليين أولئك الموجودين تحت يافطة المصباح. بعضهم شكك في تصريحات في أن يكون التحالف مع العدالة والتنمية يغني حزب الاستقلال عن التمسك بالتحالف مع الشريكين التاريخيين، الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، ما يعني بصفة غير مباشرة توسع تحالف الكتلة الديمقراطية ليضم العدالة والتنمية، وهو ما ظلت قيادات الأحزاب الثلاثة تؤجل الإعلان عنه الى حدود اليوم