قال مولي هشام أن "أجمل ما في حياة أمير، أنه خلال رحلاته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ينسى أنه أمير"، غير أنه بفعل أسفاره المتعددة، نسى تماما هذه الصفة، وأصبح يتعامل كمعارض للحكم، لكن مع استثمار هذه الصفة، والوضع الاعتباري الذي تخوله له كأحد أفراد الأسرة الملكية، في التشويش على المرحلة. ولعل أخطر ما في الأمر أن لا ينسى مولاي هشام هذه الصفة فقط على ظهر الطائرة، ولكن أن ينسى ما يقتضيه حمل هذه الصفة من واجب التحفظ، والاحترام للمؤسسات، والتقاليد المرعية، وأن يتحول بين عشية وضحاها من أمير إلى معارض، من دون أن يختار بين إحدى الصفتين، وهو ما يخلق أشد أنواع الالتباس لدى الرأي العام. لقد كان بمقدور الأمير إما أن يتخلى عن هذه الصفة نهائيا، ويتحول إلى فاعل سياسي، بكل ما يفرضه قبول القيام بهذا الدور من مخاطر، وإما أن يحافظ على لقبه، ويتفرغ لإدارة أعماله سواء بالمغرب أو الولاياتالمتحدةالأمريكية من دون أن يحشر نفسه في التفاصيل. لكن مولاي هشام فضل أن يستمر في استعمال لقب " الأمير"، وفي نفس الوقت أراد أن يتحول إلى فاعل سياسي،لإظهار أنه أكثر حرصا على الديمقراطية من الشعب نفسه، وهو موقف لا معنى له إلا أن تكون ثمة تفاصيل أخرى تجعل الأمير يطل، كل مرة، من برج عاجي من أجل أن يبدي ملاحظاته من غير أن يتحمل أخطار مهنة ومهمة الفاعل السياسي، وهذا لا يخدم الديمقراطية، وإنما يعكس طموحات شخصية في مغرب نجح في فهم معنى الثابت والمتحول.