استدعت السفارة المغربية في القاهرة مهاجرين مغاربة عالقين في العاصمة المصرية رفضت مساعدتهم على العودة إلى المغرب،بعد إجلاءهم من ليبيا من قبل المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة،و طلبت منهم التوقيع على بيان ينفي ما نشرته الدولية و صحف مغربية عن قضيتهم،كشرط أساسي لحجز تذكرة سفر لهم نحو المغرب. و استدعي المهاجرون من قبل موظف كبير في السفارة المغربية في العاصمة المصرية يدعى “عبد الغني الدكالي”،حيث أخبرهم أن السفارة تلقت خطابا من وزارة الخارجية المغربية في الرباط،يستفسر سبب رفضها تسهيل عودة هؤلاء المهاجرين المغاربة إلى بلادهم الأم،بناءا على تعليمات العاهل المغربي محمد السادس منذ اندلاع الانتفاضة الليبية،قبل أن يخبرهم أن كتابة تكذيب و توقيعه و تسليمه له،شرط أساسي للنظر في قضيتهم. و حسب مهاجرين مغاربة اتصلوا بالدولية هاتفيا،فإن الموظف المذكور قال لهم إن تكذيبهم سيرسله إلى مصالح وزارة الخارجية المغربية في الرباط كرد على خطاب الإستفسار،و إنه سيحجز لهم تذكرة سفر فور توصله بالمطلوب منهم. و كان نفس الموظف قد رفض مساعدة أسر مغربية فارة من ليبيا،بعد وصولهم إلى السفارة المغربية قادمين من معبر السلوم الحدودي و صرخ في وجههم قائلا : “عودوا إلى ليبيا نحن لا نساعد أحدا على العودة إلى المغرب”. و علمت الدولية أن توترا حادا شاب علاقة السفارة المغربية في القاهرة و مسؤولين سويسريين يعملون في المقر الرئيسي لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة و التي يوجد مقرها في جنيف،حينما علمت هذه الأخيرة بتلكؤ الدبلوماسيين المغاربة في مصر عن القيام بواجبهم تجاه المهاجرين المغاربة،كما ينص على ذلك اتفاق التعاون بين المملكة المغربية و المنظمة الأممية. و اتصل مسؤول كبير من مقر المنظمة في سويسرا بالسفارة المغربية عبر الهاتف،لإبلاغها احتجاجا رسميا في الموضوع،و بأنه سيرفع تقريرا في الأمر إلى الأممالمتحدة. و جرى إجلاء المهاجرين المغاربة العالقين عند الحدود الليبية المصرية على خلفية التدهور الأمني في ليبيا،عبر سفينة كبيرة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة،من طرابلس إلى بنغازي،وبعد قضاء يومين في عرض البحر،نقلوا برا رفقة مهاجرين أفارقة نحو معبر سلوم على الجانب المصري،قبل أن يصلوا إلى القاهرة بمساعدة بعض المحسنين المصريين. و نجح بعض المهاجرين في شراء تذكرة سفر عبر الخطوط الملكية المغربية و مصر للطيران بمساعدة محسنين مصريين و مغاربة،رغم أن سعر التذكرة يتجاوز الألف دولار،و عدم وجود مقاعد للحجز في الأجل القريب،فيما اضطر بعضهم إلى التسول في المطار و في شوارع العاصمة المصرية أو بيع أمتعته و ملابسه لجمع ثمن رحلة جوية من القاهرة إلى الدارالبيضاء. و يعيش المهاجرون المغاربة حسب شهادات بعضهم ظروفا جد قاسية،حيث ينام المحظوظون منهم لدى بعض الأسر المصرية و المغربية التي تعاطفت مع محنتهم،بينما يفترش الباقي الأرض في العاصمة المصرية. و قال مهاجر تمكن من جمع شراء تذكرة سفر إلى المغرب بمساعدة محسنين أن شركة الخطوط الملكية المغربية رفضت التعامل معهم كحالة إنسانية خاصة،بعد أن رفض موظفوها مساعدته في إيجاد مقعد في رحلة قريبة. و أضاف أنه حجز مكرها مقعدا في رحلة موعدها سيأتي بعد شهر تقريبا،بسبب الإكتضاض الذي تشهده رحلات القاهرةالدارالبيضاء،و أنه مجبر بسبب هذا الوضع الشاذ على التسكع لشهر آخر في الشوارع المصرية مع أمتعته.