أفادت تقارير إعلامية بالعاصمة الفرنسية باريس، أن السفارة المغربية في القاهرة، رفضت مساعدة عشرات المهاجرين المغاربة، بينهم نساء و أطفال وصلوا إلى العاصمة المصرية أملا في العودة إلى المغرب، بعد أن أجلتهم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من طرابلس، على خلفية التدهور الأمني في ليبيا، و طلبت منهم العودة إلى ليبيا. وتم إجلاء المهاجرين المغاربة، بعدما ظلوا لأيام عالقين عند الحدود الليبية المصرية، حيث تم نقلهم عبر سفينة كبيرة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة، بعدما تردت الأوضاع الأمنية في بنغازي قبل أشهر، ووفق نفس المصدر، اضطر المهاجرون إلى قضاء يومين في عرض البحر، قبل أن يتم نقلهم برا رفقة مهاجرين أفارقة نحو معبر سلوم على الجانب المصري، ليصلوا بعد ذلك إلى القاهرة في ظروف جد صعبة. وحسب تصريحات إعلامية لمهاجرين مغاربة، فإن السفارة المغربية في القاهرة أغلقت أبوابها في وجههم عند وصولهم إليها ليطلبوا منها مساعدتهم على العودة إلى وطنهم، وأفادوا بأنهم يعيشون ظروفا جد قاسية، حيث ينامون لدى بعض الأسر المصرية التي تعاطفت مع محنتهم، بينما يفترش الأرض في العاصمة المصرية. و قال مهاجر مغربي آخر أيضا، "إن السفارة المغربية في طرابلس رفضت مساعدة المغاربة العالقين على الأراضي المصرية، بحجة أن هذا يدخل في صميم مسؤولية نظيرتها في القاهرة، بينما هذه الأخيرة تلقي بالمسؤولية على السفارة المغربية في طرابلس". ونقلت جريدة "الدولية" التي تصدر بباريس، شهادة سيدة مغربية ذكرت أنها "قضت رفقة أبناءها الأربعة الصغار، أكثر من أربعة أيام تحت الخيام، وفي وضع وصفته بالمأساوي، بعد أن أبلغها المصريون أن سفارة المغرب في القاهرة نأت بنفسها عنهم، وأنهم سيسمحون للمهاجرين الأفارقة القادمين من ليبيا وحدهم بدخول مصر، لأن سفارات بلدانهم والمنظمة الدولية للهجرة، حجزوا لهم فعلا تذاكر سفر عبر الطائرة للعودة إلى بلدانهم الأصلية. واتصلت "التجديد" صبيحة أمس، بالمصالح القنصلية المغربية بالقاهرة، إلا أن الهاتف ظل يرن دون رد، بينما اعتذر محمد المدغري، القائم بأعمال السفارة المغربية بطرابلس، عن إعطاء أي توضيحات حول الموضوع، واعتبر الديبلوماسي المغربي في تصريح ل"التجديد"، أن مشكل تعثر الاتصالات جعلته يفقد الاتصال بمصالح القنصلية المغربية ببنغازي، المسؤولة حسب قوله، عن ملف المهاجرين المغاربة المتواجدين بالحدود المصرية الليبية، بينما يتكلف القائم بالأعمال بالوضع في الحدود التونسية الليبية. ويذكر أن المصالح القنصلية بسفارة المغرب بالقاهرة، قامت خلال نهاية شهر أبريل الماضي، بترحيل نحو 100 من المغاربة المقيمين بليبيا إلى المغرب، بعدما تمكنوا من الوصول إلى الأراضي المصرية، وكان هؤلاء المواطنون المغاربة يقيمون بمدينة مصراتة الليبية، التي تعيش، منذ أسابيع، على إيقاع مواجهات مسلحة بين الثوار وكتائب معمر القذافي، وعمليات قصف تقوم بها قوات تحالف دولي، تنفيذا لقرار فرض حظر الطيران في الأجواء الليبية، حيث تمكنوا من الوصول برا إلى مصر.