شهور قليلة معدودة على رؤوس الأصابع سيعرف المشهد السياسي بالمغرب استحقاقات برلمانية جديدة ؛ هل ستكون كمثيلاتها السابقة ؟ هل سيكون إقبال المواطنين كبيرا لإنجاح هذا العرس الإنتخابي ؟ هل سيكون المال الحرام واستمالة المواطنين حاضرا من أجل التصويت على رمز دون آخر ؟ هل هذه الإستحقاقات التشريعية ستستغل فيها أدوات الدولة اللوجيستيكية من سيارات وآليات وأشياء آخرى ؟ هل في هذه المحطة ستقام فيها الليالي الملاح المزينة بالموائد ؛ من دجاج محمر واللحم بالبرقوق والسفة بالسكر والقرفة وأظرفة صفراء ؟ هل في هذه المرة وبعد الحراك الذي شاهده المواطن المغربي على مايجري بالعالم العربي تونس ومصر نموذجا ، هل ممكن جدا لهذا المواطن المتجرد من آدميته ومواطنته أن يبيع صوته مقابل دريهمات معدودة ووجبة دسمة ؟ أخيرا هل بنفس الوجوه والقيادات التي هرمت داخل قبة البرلمان ستكون حاضرة كوكلاء اللوائح في انتخابات 25 نونبر القادم ؟ هي أسئلة كثيرة لكنها قليل من كثيرمازال المواطن المغربي يبحث لها عن جواب في ظل تنزيلات مقتضيات الدستور الجديد ؛ الذي صوت عليه المغاربة بنسبة تفوق الخيال . الأكاديمي والباحث المغربي محمد ضريف في إحدى تدخلاته سئل عن شروط نجاح الإنتخابات المقبلة فقال " أن الانتخابات تتطلب ثلاث شروط أساسية لكي تكون محطة ديمقراطية مهمة ، أولها استقلالية الداخلية في تنظيم الانتخابات والإعداد الجيد لها، والشرط الثاني كون الأحزاب السياسية مطالبة بتجديد النخب وخدمة المصالح العامة للمواطنين ، أما الشرط الثالث فيتعلق بالناخبين وضرورة المشاركة في الإستحقاقات المقبلة ، مع التحلي بالوعي اللازم ، وعدم الاستجابة لأية محاولات يائسة للمس بسمعة هذه الاستحقاقات . "
نحن نريد لهذه الإنتخابات أن تضع القطيعة مع الماضي ولاسيما مع السيناريوهات التي كنت الداخلية تضعها وتثقن إخراجها ، بحيث هي من يحدد الخريطة السياسية الجديدة للمغرب ، نحن الآن نعيش في ظل دستور جديد ، والمفروض أن تكون أجرأته تتماشى والحراك الذي شهده المغرب والمغاربة منذ ثورة محمد البوعزيزي المباركة ، نريد لهذا المغرب أن يكون نموذجا يحتدى به من قبل المنتظم الدولي ، مغرب يحتضن الإسلامي والليبيرالي والشيوعي والإشتراكي والتيكنوقراطي ؛ مغرب لا يفرق بين أمازيغي ولا ريفي ولا صحراوي ولا سرغيني ؛ مغرب للجميع مغرب لكل المغاربة .
لكل هذا فالأمل كبير في الغد وبما يأتي به هذا الغد ، التاريخ سيبدأ من هناك ؛ صوتي أمانة في عنقي ؛ لن أبيعه ولن أساوم عليه ، وسأذهب بكل إرادتي لاختيار من سيكون صوتى ومن ارتضيته حبا في خدمة الوطن والمواطنين ، لكنني سأقاطع إذا وجدت شيوخ الأحزاب وكلاء لوائحهم .