في الوقت الذي فتحت أوروبا حدودها الجغرافية في ما بينها لتسمح لأبنائها، بالتنقل والسياحة من بلد إلى آخر، بدون "فيزا ولا صداع الراس"، مازال العرب، ومن بينهم، بطبيعة الحال المغاربة، يخضعون لتأشيرة المرور إلى الدول الغربية. لأن العربي وخاصة المغربي، متهم حتى تثبت براءته، ولو كان ذا مكانة محترمة في بلده الأصلي (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تَتَّبع ملتهم). وفي الوقت الذي باتت مسألة "الفيزا" متجاوزة في القاموس السياحي الأروربي، لا تزال هذه "الفيزا" تشكل لدينا، نحن العرب والمغاربة في المقدمة، هما من هموم هذه الدنيا الفانية وعقدة ملازمة، خاصة لدى الذين يرغبون في التطبيب والعمل والسياحة في بلد غير بلدهم، لدرجة غدا هذا الهم وهذه العقدة حاضرة في كل مناحي حياتنا. حاضرة في الفن والثقافة والأدب وحتى في ضحكنا وفكاهتنا، من "الفيزا والباليزا" لأحمد السنوسي إلى "البحث عن زوج لامرأتي في بلجيكا" الذي أخرجه محمد عبدالرحمان التازي. تصوروا معي أيها الأصدقاء، أننا أصبحنا، كمجتمع مدني وحقوقي، نقوم بمظاهرات وننظم ندوات نطالب فيها الدولة بضرورة الضغط على السلطات القنصلية الأوربية من أجل تسهيل الإجراءات والمساطر ذات الصلة بمنح "الفيزا"، وإنهاء "الحكرة" الأوربية لطالب "الفيزا" المغربي. وقديما قيل من يقبل الهوان تسهل إهانته. إبراهيم الشعبي e/mail:[email protected]