أحرز الثوار الليبيون الأربعاء مزيدا من التقدم في طريقهم إلى العاصمة طرابلس حيث استولوا على بلدة القواليش بعدما طردوا منها قوات العقيد معمر القذافي وأصبحوا على مشارف بلدة أخرى مهمة هي الأصابعة، في حين تجدد القتال العنيف حول مصراتة وحققت المعارضة أيضا تقدما باتجاه الغرب في وقت سابق. ودخل نحو 400 من الثوار القواليش (100 كيلومتر جنوب غربي طرابلس), في إطار هجوم كبير أطلقوه فجر اليوم في محاولة للوصول إلى العاصمة, والإطاحة بحكم العقيد القذافي. وبدأ مئات الثوار هجومهم انطلاقا من مواقعهم أسفل الجبل الغربي بعد التنسيق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وفق ما قاله أحد المتحدثين باسم المجلس العسكري لجبل نفوسة لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال مراسل الجزيرة إن الثوار دخلوا بلدة القواليش بعد قتال مع كتائب القذافي استمر بضع ساعات, استخدمت فيه الصواريخ ومدافع الهاون. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الثوار أسروا في القواليش عدداً من المرتزقة, وإن بعض هؤلاء أبلغوها أنهم من غانا ومالي. وحين دخل الثوار القواليش بعد ست ساعات من القتال, وجدوا بقايا طعام وخياماً محترقة, مما يدل على أن جنود القذافي انسحبوا على عجل تاركين وراءهم بعض معداتهم. وتعتبر القواليش مهمة للثوار الليبيين من الناحية الإستراتيجية لأن مدينة غريان تقع بعدها باتجاه الشرق, وتسيطر على الطريق السريع الواقع شمالي طرابلس. وفي وقت لاحق اليوم أعلن الثوار أنهم يخوضون قتالاً مع قوات القذافي على مشارف بلدة الأصابعة (120 كيلومترا من طرابلس). تجدد القتال حول مصراتة وقبل هذا كان ثوار الجبل الغربي قد بلغوا منطقة بئر الغنم التي تبعد نحو 50 كيلومتراً فقط إلى الجنوب من طرابلس, وقد عاود الثوار التقدم نحوها مجددا لتوسيع الجبهة شمالا نحو الساحل في إطار الهجوم الذي أطلقوه اليوم. وسبقت هجوم الثوار بساعات ضربات أطلسية استهدفت أربع دبابات وعربتين في غريان, ومواقع قيادة قرب مصراتة, وأخرى في البريقة بشرق ليبيا. وبينما بدأ الثوار هجومهم من الغرب باتجاه طرابلس, تجدد القتال اليوم حول مدينة مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) بعدما تقدم الثوار في اليوم السابق مسافة عشرين كيلومترا إضافية غربا باتجاه مدينة زليتن الخاضعة لسيطرة كتائب القذافي. وقالت وكالة رويترز إن 14 من الثوار قتلوا وجرح 50 آخرون في اشتباكات عنيفة اليوم حول المدينة. وأضافت الوكالة أن الثوار, الذين خسروا أمس 11 من مقاتليهم, أصبحوا على مسافة 13 كيلومترا من مدينة زليتن. رفض المبادرة الأفريقية من جهة أخرى، تظاهر اليوم عشرات الآلاف من الليبيين في بنغازي في إطار ما أُطلق عليه مظاهرة مليونية دعما للمناطق غير المحررة, وتأكيدا لضرورة رحيل معمر القذافي ونظامه الذي حشد قبل أيام عشرات الآلاف في طرابلس. وشارك في مظاهرة بنغازي اليوم آلاف قدموا من مدن أجدابيا وطبرق ودرنة والبيضاء والمرج التي كانت أول المدن التي تحررت من قبضة نظام القذافي. وقال مراسل الجزيرة في بنغازي إن المتظاهرين أعلنوا رفضهم للمبادرة الأفريقية بشأن تسوية سياسية محتملة في ليبيا, وهي المبادرة التي تستثني القذافي من محادثات سلام محتملة. كما طالبوا بتقديم القذافي وأركان نظامه إلى المحاكمة. وكما هو الحال في مدن الشرق, تظاهر عدة آلاف من سكان مصراتة ضد نظام القذافي. وتأتي المظاهرات المناهضة لنظام القذافي عقب تصريحات لقادة المجلس الوطني الانتقالي رفضوا فيها بشدة بقاء معمر القذافي في ليبيا في إطار أي تسوية محتملة. وفي هذا السياق تحديدا, قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا إن العقيد الليبي أوفد مبعوثين إلى الرئيس جاكوب زوما برسائل يعلن فيها موافقته على استبعاده من المحادثات التي يقترحها الاتحاد الأفريقي.