من الصعب على أي انسان ان يصرح بخيالاته وأفكاره الجنسية أمام الآخرين، فقد تكون هذه الخيالات مغرقة في التطرف أو الغرابة أو تكشف عن رغبات مستهجنة أو مفاجئة أو حتى مزعجة، لذلك بدأ فريق من الاخصائيين النفسيين في جامعة ليدز بقيادة الدكتور ميتش ووترمان بإجراء دراسة شاملة حول الخيالات الجنسية للذكور عن طريق استطلاع سري لا يشير الى أسماء من يشاركون فيه من الذكور الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و90 عاما، وقد استخدم تعبير ‘أفكار جنسية' بدلا من ‘خيالات جنسية' كمحاولة لضم كل شيء يخطر في بال الرجل مما يكون له علاقة بالجنس، لأن الباحثين ليست لديهم فكرة حول خيالات الرجل، وعما اذا كانت عادية أو غريبة أو تثير الانزعاج. وقد أكدت دراسة لمعهد كينسي بجامعة انديانا الى ان 54 % من الرجال يفكرون في الجنس مرة كل يوم على الأقل و43 % يفكرون به مرات قليلة في الاسبوع أو الشهر، وان 4 % يفكرون مرة في الشهر أو أقل، والرجال مختلفون في هذا الأمر فكما قال ووترمان بعضهم يفكر به عدة مرات في اليوم. وكانت دراسات سابقة أكدت ان 91 % من الرجال تراودهم خيالات جنسية، كما ذكر ان الرجال تقل خيالاتهم كلما تقدموا في العمر، ولكن من غير المعروف ما اذا كان محتوى هذه الخيالات يصيبه التغير أم لا، وقد اشير كذلك الى ان من لديهم خبرات جنسية تراودهم الخيالات أكثر من غيرهم، وربما لأن هؤلاء لديهم مخزون غني يساعدهم على صياغة خيالاتهم. وتقول ترنر مور مساعدة الدكتور ووترمان في الدراسة ان البحث يشير الى ان الخيالات الجنسية الأكثر شيوعا لدى الرجال هي تلك العادية مثل الممارسة مع شريكة يحبها الرجل سواء كانت الحالية أو السابقة. ومن الموضوعات المثيرة التي اقتربت منها هذه الدراسة ما أشار اليه الباحثون من ان 35 % من الرجال اعترفوا بأنهم تراودهم خيالات ارتكاب فعل اغتصاب، ويقول ووترمان حول هذا الموضوع انه اذا راودت الشخص هذه الخيالات أو فكرة ارغام الشريك على ممارسة الجنس عنوة، ولكنه لم يقدم على هذا الفعل فإن هذه الخيالات تعد عادية، ولكنها تصبح خيالات منحرفة وشاذة اذا ارتكب الفعل واقعيا. ويقول الباحثون ان الخيالات الغريبة تخطر بذهن الجميع بين وقت وآخر، وهي مثل الأحلام خارجة عن نطاق سيطرة الوعي عليها، لذلك فالشذوذ مرتبط بالفعل لا بالتفكير كما قال ووترمان. يقال ان خيالات الرجل تتضمن اما الرغبة في الاستحواذ أو السيطرة على المرأة التي تدور حولها خيالاته الجنسية، وكلا الرغبتين تمثل عودة الى مرحلة الطفولة عندما كانت سلطة الوالدين سلطة مطلقة، وفي الواقع فإن معظم خيالات الرجل وعلى الرغم من احتوائها على الجنس فإنها غالبا ما تكون أحلام يقظة تدور غالبا حول رؤيته لنفسه محبوبا. ويمكن اعتبار الخيالات الجنسية لدى الرجل والمرأة وسيلة لتخفيف الملل الجنسي، فمعظمهم لا يرغب في الواقع في تحقيق هذه الخيالات ان اتيحت له الفرصة، ويقال ان الخيالات الجنسية يزداد دورها عندما تضعف قدرات الرجل الجنسية. اما بالنسبة الى المرأة فيقال انها تميل في خيالاتها الى التفكير في تجارب جنسية مرت بها، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الخيالات يجري تحويرها وتعديلها للوصول الى متعة أكبر، وهناك عنصر رومانسي أقوى بكثير من خيالات المرأة من ذلك الذي نجده في خيالات الرجل فخيالات المرأة لا تتركز كثيرا في تصور الأعضاء الجنسية للرجل، بل ولا حتى عملية الجماع، بل انها تدور أكثر حول الجو العام ووجود شخص تتركز عليه رغبتها الجنسية