تساءلت أوساط سكانية بتونفيت، إقليم ميدلت، في رسالة لها توصلت بها «الاتحاد الاشتراكي»، حول سبب قيام الجهات الوصية على الشأن الديني، ودون سابق إعلام، بإغلاق «المسجد الكبير بإشمحان» الذي يعد من أكبر وأشهر مساجد المنطقة، والأدهى، يقول السكان، أن الجهات المعنية لم تكلف نفسها عناء توفير أماكن بديلة لإقامة الصلوات الخمس، حيث وجد المصلون أنفسهم، خلال شهر رمضان، أمام خيار اللجوء إلى فضاء مفتوح يسمى «تسويقت»، لإقامة شعائرهم الدينية في غياب الشروط والمستلزمات الضرورية، بينما النساء لجأن للصلاة في منزل أحد المحسنين غير بعيد عن الساحة المذكورة، مع العلم، يقول المحتجون، أن عدد المصلين بالمسجد المذكور سجل رقما قياسيا، خلال الاسابيع الأخيرة الماضية، نتيجة وجود خلافات في مسجد آخر، ومن هنا شدد المصلون على ضرورة الإسراع بفتح المسجد الكبير في وجوههم. ومن البديهي، على ما يبدو، أن يرتفع سخط المصلين بتونفيت حيال وضعية الإغلاق، مع تخوفهم من استمرار قرار الإغلاق إلى حين حلول فصل الشتاء حيث لا يخفى على أحد ما تعانيه المنطقة من ظروف مناخية قاسية وتساقطات ثلجية وعواصف قوية تصعب فيها الصلاة الجماعية دون مكان مغلق ومناسب للعبادة، حيث يلح السكان على إعادة بناء المسجد الكبير بإشمحان في أقرب الآجال، ويعبرون بقوة عن قلقهم من مغبة تأخر الاصلاحات كما هو حال بعض مساجد المملكة، وصلة بالموضوع أشار أحد الفاعلين الجمعويين إلى أن الملك محمد السادس كان قد وضع الحجر الأساس لبناء مسجد في الحي الإداري، عقب زيارته لتونفيت عام 2008، غير أن المشروع لم ير النور لأسباب مجهولة. وفي هذا الصدد، لم يفت السكان المحتجين التذكير بالتعليمات الملكية الصادرة، بعد انهيار مسجد باب البردعيين بمدينة مكناس، من خلال إطلاق البرنامج الوطني لتأهيل المساجد العتيقة والأثرية والآيلة للسقوط، وإعطاء الأولوية للمساجد المغلقة، وهي التعليمات التي كانت القاسم المشترك بين المحتجين والجهات المعنية بالشأن الديني على الصعيد الإقليمي، هذه الجهات التي كان ضروريا الاتصال بها للوقوف على حيثيات وخلفيات الأمر. مصادر مسؤولة بميدلت أكدت ل»الاتحاد الاشتراكي» أن قرار الإغلاق جاء بناء على التعليمات الملكية المتعلقة بتأهيل المساجد العتيقة للمملكة، وبتشخيص وضعية المساجد الأثرية، مع إصلاح وترميم المهترئة منها، وفي هذا الإطار قامت لجنة إقليمية مشتركة بزيارة للمسجد الكبير بإشمحان، وهي مكونة من السلطة المحلية والدرك والوقاية المدنية ونظارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومندوبية الاوقاف والشؤون الإسلامية، وعاينت وضعيته العمرانية، كما وقفت على حالة حيطانه المهترئة، وسقوفه الخشبية المتهالكة التي أضحت مهددة بالانهيار في أية لحظة، وفق ما أكدته مصادرنا، بسبب ثقل ما يوضع فوقها من طبقات طينية كل سنة لتفادي التسربات المطرية والثلجية بالنظر لكون المسجد من المعالم الأثرية بالمنطقة. ومن خلال معاينتها لهذا المسجد، خرجت اللجنة الإقليمية، حسب مصادرنا، بقرار يقضي بضرورة إيقاف الصلاة بهذا المسجد فوراً، وعلى ضوء محضر وتوصيات هذه اللجنة تم تنفيذ قرار إغلاق أبوابه في وجه المصلين، ذلك إلى حين البت في الاجراءات والترتيبات الواجب اتخاذها، إما الاكتفاء بإصلاح وترميم السقوف وحدها أو المسجد بأكمله. ومن المتوقع، في هذا الصدد، أن يحال ملف هذا المسجد على الجهات المختصة في الخبرة والدراسة، حسب مصادرنا التي أكدت انشغال واهتمام نظارة ومندوبية الأوقاف والشؤون الاسلامية بالموضوع، إلا أن هذه المصادر لم تحدد موعدا نهائيا لبداية أشغال الاصلاحات أو نهايتها.