على بعد حوالي 40 كيلومترا ، إلى الشمال من مركز كرامة ، عبر المسلك الجبلي الشاق : ( إنسلي ) ،المحفوف بالمخاطر ، و الرابط بين قريتي : " تيط نعلي " و " ألمو أبوري " ، تتراءى تجمعات بشرية في سفوح مرتفعات شماء ، غاية في الجمال الأخاذ ... يقطن أهاليها في بيوت بسيطة وديعة ... وخيام منصوبة هادئة ... تحفها مساحات صغيرة خضراء ، تحتضن في مجملها ، حقول زراعة معيشية ضعيفة المردود ... وأشجار فاكهة مثمرة ، ومتنوعة فيحاء ... وحول المآوي ، خلايا نحل ، تجود سنويا ، بأحلى وأطيب عسل صحي لذيذ....وفي المراعي - الغنية بعشب طبي نادر الوجود - ، تصول وتجول رؤوس غنم وماعز ، آمنة مطمئنة ، تكلأها عين الوهاب المنان....وفي أغوار الجبال الشامخة السامقة ، كهوف ومغارات تثير الدهشة والإعجاب... وينابيع ماء سلسبيل رقراق ، ينساب في جداول ، ليزرع الحياة ، و يبعث الأمل في النفوس...... لن نغالي إذا قلنا ، بأنه إذا كانت كلمة : ( تيجان ) ، --- و هي جمع للمصطلح الأمازيغي العريق : ( تيجنت ) ، --- ترمز إلى برك صافية ، تتجمع فيها مياه الينابيع ، التي تنضح بين الصخور الجبلية ، ليتم توزيعها فيما بعد ، وفق نظام سقوي محكم ، على حقول وبساتين الرعاة والفلاحين البسطاء ... فإن نفس الكلمة باللغة العربية ، تلائم ما حباه الواحد الأحد ، لربوع " أيت حسا أو لحسن " و" أيت أومغار " ، من خيرات غناء ، ومن رونق جذاب ، يأسر الأنظار ... أي ، أنها بحق ، تيجان وأكاليل زاهية ، على رؤوس ساكنتها المسالمة الرعوية ، المتحدية للشدائد والآلام المناخية ، والمحرومة من أبسط المرافق والبنيات الضرورية ، والصابرة أمام لا مبالاة المتربعين على أرائك المسؤولية......