يشكل التقويم الإشهادي أهمية كبرى في منظومتنا التعليمية، باعتباره وقوفا على نتائج التحصيل المعرفي والمهارى للمتعلم، وبالتالي فالعناية ببنائه لا بد وأن تخضع لقواعد نظمها الإطار المرجعي الصادر عن المركز الوطني للتقويم والامتحانات، وسأحاول في هذه الورقة تحديد أهم هذه القواعد نظريا وتطبيقيا. 1- إشارات لا بد منها: ü نظام التدريس في مادة التربية الإسلامية يعتمد الوحدات وبالتالي لابد من مراعاة هذا المعطى عند بناء الفروض أو الامتحان. ü مقاربة التدريس المعتمدة هي التدريس بالكفايات، وبالتالي فهي التي تحدد مجالات التقويم. ü تعتبر الوضعية المشكلة منطلقا أساسيا في تدريس التربية الإسلامية حسب ما ورد في التوجيهات والبرامج التربوية 2007، وبالتالي فهي المنطلق في أي تقويم سواء كان تشخيصيا أو تكوينيا أو إجماليا. 2- الكفايات والتقويم حسب الإطار المرجعي: ü الكفاية الأساسية: إمكانية المتعلم تعبئة مجموعة من الموارد المكتسبةالدروس النظرية والتطبيقات والأنشطة، لوحدتي التربية التواصلية والصحية والاقتصادية والمالية، بقصد تعميق المفاهيم والقيم والمبادئ... الشرعية، واستثمارها، وتوظيفها في حل وضعيات مشكلة دالة. ü الكفايات النوعية: ü الأهداف النوعية المنتظر تحققها: اكتساب وترسيخ المفاهيم والمعارف الشرعية/التدريب على فهم النصوص الشرعية والفكرية وتحليلها/استنباط القيم والقواعد والأحكام والمبادئ والحكم من النصوص/استخراج المضامين والقيم والقضايا والإشكالات المثارة في مختلف النصوص/التدريب على الاستدلال بالنصوص الشرعية في حل وضعيات دالة/التعبير عن الرأي وإبراز المواقف والإقناع.... 3- خصائص الأداة التقويمية: 4- مثال: أولا: الدرس النظري: يرتكز التقويم في الدرس النظري على معالجة إشكالية وبالتالي فهو يتخذ الخطوات التالية: - الانطلاق من وضعية تقويمية تستوعب الوحدتين التواصلية والاقتصادية انسجاما مع مبدأ التغطية، تكون واقعية وذات سياق نستطيع من خلالها تحديد المهام التي سيقوم بها المتعلم بدقة. - تذيل هذه الوضعية أسئلة تهدف لحل المشكلة الواردة في الوضعية ومدى قدرة المتعلم على توظيف موارده. ويمكن اقتراح الصيغ التالية: أ-سؤال تحديد الإشكالية الواردة في الوضعية.. ب- سؤال المفاهيم( المحددة في الإطار المرجعي)، ومن المحبذ أن تغطي الوحدتين وتتجنب مفاهيم من نفس الوحدة: مثلا ( العفة، الاستخلاف في المال). ج-سؤال يتعلق باستخراج أو استخلاص قيم، عوائق، مبادئ، آراء واردة في الوضعية...مع الربط بالدرس. د-سؤال إبداء الرأي حولتصرف أو فكرة واردة في الوضعية مع تعليل الموقف أو الاستدلال عليه بنصوص شرعية: (أ-ما موقفك من تصرف... مع التعليل (توظيف الموارد والمكتسبات في التعليل) أو ب-ما موقفك من تصرف... استدل بنص شرعي مناسب) ه-سؤال تحليل مبدأ أو قيمة معينة مرتبطة بواقع المتعلم يستطيع من خلاله توظيف ما اكتسبه من معارف أو مهارات... و- قد يلجأ لأسئلة مباشرة لذكر خصائص معينة أو قيم أو مقاصد...... ثانيا: الدرس التطبيقي: ينطلق في التقويم في هذا المجال من نص شرعي أو فكري( من المحبذ أن ينسجم مع المهام المطلوبة في حل الوضعية المشكلة باعتبار أن الامتحان من المفترض أن يتخذ شكلا نسقيا، وبالتالي يقترح الخطوات التالية: -عرض النص أ-سؤال تحديد القضية المحورية ب-سؤال المفاهيم إن لم تطرح في الدرس النظري ج-سؤال استعراض القضايا الجزئية الواردة في النص د سؤال استنباط قيم أو أحكام أو مبادئ.... ه-سؤال المقارنة إن كان النص يتناول قضايا وآراء مختلفة. و-سؤال التعليق على ما ورد في النص مع التعليل ( يفترض الاقتصار على سؤالين في الحد الأدنى وثلاثة أسئلة في الحد الأقصى) ثالثا: الأنشطة: المهمة المطلوبة من المتعلم: كتابة تقرير حول نشاط معين يحترم منهجية كتابة التقارير: مقدمة حول نوع النشاط، موضوعه، تاريخه ومكانه وقد يشار إلى أهميته. عرض يتضمن أهم الخطوات حسب نوع النشاط والمرحلة المحددة في السؤال-إعداد أو إنجاز-مع ذكر أهم المحاور وأهم النتائج. وسؤال الأنشطة لا يستهدف الاستذكار – وبالتالي فلا معنى لأن يطلب من المتعلم تعريف نوع النشاط، أو طرح سؤالين منفصلين. مثال: لإحساسكم بالدور الكبير الذي تلعبه العقود التبرعية في التنمية، نظمتم ندوة حول موضوع" آليات تفعيل العمل التطوعي..." أكتب تقريرا وصفيا حول مجريات النشاط مركزا على أهم خطواته ومحاوره والنتائج التي توصلتم إليها. (ضرورة تحديد عدد الأسطر، ويستحسن تحديد عدد المحاور والنتائج ليتجنب المتعلم التفاصيل غير الضرورية) رابعا: الفرائض يمكن اقتراح الصيغة التالية: أ-نص (قد يكون شرعيا أو فقهيا..) تستنبط منه الأنصبة أو الأحكام، ويستحسن ألا تكون كثيرة... ب-وضعية(مسألة)، تتضمن بعض الحقوق المتعلقة بالتركة والورثة مع تجنب ما هو شاذ أو يتجاوز مستوى المتعلمين....