وبالوالدين احسانا...وانا لن ارفض لك طلبا يا اماه..ساترك لك حرية الاختيار...وتبدئ رحلة البحث عن ليلاي..لنطرق باب امام مسجد..رجل صالح..اخبرتنا احدى الجارات ان له بناتا في سن الزواج..جميلات ومحافظات...ولم لا يا اماه؟؟؟؟انا طوع امرك...فرغم كوني طبيب..متحضر..ومتحرر الفكر..الا اني اسعى لنيل رضاك..لن اعصى اوامرك...ورحبوا بنا ..واستقبلونا ...ودار الحديث حول مائدة بها ما لذ وطاب...وامي تفتخر بي وبشهاداتي وعملي ومؤهلاتي وشبابي ونجاحي..والامام لا يكف عن ترديد ماشاء الله ماشاء الله...لتدخل العروس..ليلاي المنتظرة وهي تحني راسها لخجلها وحيائها...فهي فعلا جميلة وصغيرة السن ومحتشمة...واعجبت بها امي وهي تطلب منها الجلوس الى جانبها...وانا في دواخلي اتمنى لو كانت ليلاي الضائعة...وتحيلت نفسي في بيت ليلاي اطلب يدها وتعم الفرحة..لاصحو من احلامي على زغاريد فقد تم الاتفاق على الزواج والامام لا يطلب شيئا سوى ستر ابنته والعريس الحسن ..لا يريد مالا يريد اصلا وفصلا ومعقولا على حد تعبيره...وانفرجت اسارير العروس فيبدو اني اعجبتها جدا..فانا وسيم وهادئ ورزين ايضا جداب...وقد حرصت على حلق لحيتي التي اتجاهلها في كثير من الاحيان لاني مصاب بنوع من الكسل يجعلني دوما افضل ارسال اللحية....وابتسمت وانا اذكر ليلاي التي تنعتني دوما بالكسول والتي تسالني كل مرة عن احوالي واحوال لحيتي؟؟واقترحت امي على العروس ان تزورنا وان نلتقي بين الفينة والاخرى حتى نتعرف على بعضنا اكثر في انتظار الاستعدادات لتحضير لوازم العرس...ولم تقصر امي جهدا فقد احضرنا لباسا وهدايا والحنة والتمر والحليب والسكر كما جرت العادة اضافة الى خاتم خطوبة ..والزغاريد..فامي فرحتها لا توصف لان ابنها اخيرا سيدخل القفص ..وليلى هاته ليلى جميلة ستسعدك يا بني وستكون طوع امرك فهي لا تزال صغيرة السن ولا تجربة لها في الحياة وبامكانك ان تسيطر عليها وتكون تحت امرك وتنجب اولادا وتستقر هنيئا لك يا بني ساموت وانا قريرة العين بعد ان ارى اولادك...وانا لااطيق ان ترحل امي...ربنا يزيد في عمرك يا مي سترين احفادك واولاد احفادك...فليلى الان موجودة...لتتم دعوة ليلى وباقي افراد عائلتها لتناول العشاء ..والمزيد من التعرف والالفة...لاتحين الفرص وابقى معها منفردين اسالها عن حياتها وعن مستواها الدراسي واحلامها...ولكنها تبطئ في الاجابة ..حتى اعيد السؤال مرات عديدة..فاعتقدت ان دلك يعود الى ارتباكها وخجلها..وستتعود على وجودي في حياتها وربما ستتخلص من خجلها هدا...وكلما ناديت عليها الا وتجاهلت ندائي حتى يجن جنوني....وقضت عدة ايام في ضيافتنا ..فانا في اجازة..وارغب في التعرف اليها اكثر فاكثر لعل قلبي ينبض او احساسي ينتفض..احاول ان اتقرب منها..واتطرق معها الى شتى المواضيع...دون جدوى فهي تتجاهل كلامي واضطر الى التكرار حتى اضيق درعا...وامي هي الاخرى تجد نفسها مضطرة الى تكرار كلامها معها...لنكتشف في اخر الامر ان دلك لا يعود الى حيائها كما اعتقدنا فقد اخبرتنا احدى الجارات من فاعلات الخير ان ليلاي الجديدة رغم جمالها ورقتها وحيائها وادبها فهي تعاني من مشكل في ادنيها..تعاني من ثقل السمع..وكي تسمعنا يجب دوما تكرار الكلام وبصوت عالي.....