في الأيام القليلة الماضية خلدت نساء المعمور يومهن العالمي .و إذ يعتبر هذا الأخير محطة تأملية و تقيمية لمسار عمود و ركيزة المجتمع. مسار حافل بالانجازات والصعوبات أيضا و هي فرصة للتذكير بما هو كائن و من المفترض أن يكون٬ من أجل صيانة و ضمان حقوق النساء في مجتمع ديمقراطي و حداثتي .. قوامه إحترام الأخر وعمل المرأة إلى جانب الرجل لوضع لبنات ثقافة العدل والمساواة في سبيل تنمية مستدامة ومن أجل وطن مزدهر. تحية٬ لكل النساء اللواتي ضحين في سبيل تكوين أبناء هذا الوطن.. على اعتبار أن التضحيات الجسام لا يمكن تعدادها أوإختزلها في يوم واحد ٬ فمرور الكرام على الحدث بمثابة إجحاف في حقك النسوة مقارنة بأدوارهن الجبارة. فلكن إذا كل أيام السنة أعيادا... ومن البديهي أيضا أن نشاهد أو نقرا أو نسمع تفوق النساء في كل المجالات٬ فالمتصفح لمجموعة من المواقع وشبكات التواصل الاجتماعية. يجد انه لا حديث هده الأيام سوى عن متسابقة ابهر صوتها الكثيرين وكسب حضورها تعاطف العديد من المتتبعين. فطوبى لها إن كان فنها هادفا و راقيا يطرب آذان السامعين. و طوبى لكل النساء المبدعات٬ العاملات و المناضلات في شتى القطاعات. و سنكون من المجحفين أيضا إذا لم نقف على حادثة دوى صوتها في المغرب وخارجه٬ حدث٬ إستفز مجموعة من الحناجر النسائية منها وغير النسائية٬ احتجاجا على هته الممارسات التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى إن صح التعبير. ويتعلق الأمر بالقاصر التي أجبرت على التزوج من مغتصبها لتدفع بذلك حياتها ضريبة. ويبقى إنتحارها شاهدا على عبث الواقع و الصمت اللامعقول للضمير. ويحل عيد الأم٬ يوما عالميا للأمهات و معظمهن لا يعين الكثير عن هذا العيد خاصة بالمناطق النائية. شأن النساء في الجنوب الشرقي و باقي المناطق المهشمة من ربوع الوطن. فصوت "فاضمة" رغم عذوبته ظل حبيسا بين فجاج الجبال٬ اد تتقاسم مع الحقول وقساوة التضاريس همومها وآمالها وهي تتطلع لغد أفضل قد تدفئ أشعت الشمس ضلوعها المتشققة ويمحي ضوء الصباح عتمة مرارة التهميش و لعنة الجغرافيا. فبعد شتاء بارد يطل عليهن العيد مع بداية ربيع قد تتفتح أزهار الأمل لترسم على شفاه النساء وكل الأمهات أحلى ابتسامة. عيد سعيد لك يا "فاضمة"...عيد سعيد لكل الأمهات...