اجتمعت إحدى «قريبات» أحد «المسعورين» بحمى الانتخابات الجماعية والتشريعية في مدينة المحمدية، ساعات قليلة قبل حلول يوم ثامن مارس الماضي، يوم الاحتفال بالمرأة.. توزعت كؤوس الشاي وقطع من الحلوى على الحاضرات ، كما توزعت الابتسامات مرفوقة بنظرات تتساءل لماذا ولأجل أية غاية هذا اللقاء؟ لم تتأخر «قريبة» «الحاج» في الرد وفي التوضيح.. فالاجتماع هدفه الأول والأخير، حث النساء على الاستعداد لدعم «الحاج» في الانتخابات الجماعية المقبلة ! لم يكن الأمر يتعلق بالاحتفال بهن بمناسبة يومهن العالمي.. بل كان يتعلق بجرهن للمزيد من «المهانة والتحقير» في يومهن ذاك! هي أوامر «الحاج»:«الله يرضي عليكوم.. الحاج راه معول عليكم تخدمو ليه في الانتخابات.. وراكم عارفين، راه ماكاينساكومش.. هاكو هاذ البراكة اليوم.. خدمو وجيو تخلصو وقبضو رزقكم»! المشهد من صميم الواقع والحقيقة.. وليس فيه شيء من الخيال، وهو يتكرر يوميا هاته الأيام، في كل ركن من أركان مدينة المحمدية.. في العاليا، في القصبة، كما في المرسى وفي كل مناطق المدينة، توزعت لوبيات «الانتخابات» وتسللت إلى بيوت المواطنين والمواطنات.. ورمت بشباكها وانتقت من بينهم نساء بئيسات سيطر عليهن العوز والفقر.. والجهل والأمية! وأصبح المشهد مألوفا، ومعروفا، وتجري وقائعه بالواضح، في كل زقاق، في كل حي، يختار «الحاج» إحداهن و«يعينها» قائدة و«شافة» على منطقتها.. يمدها بكمية من المال، ويمنحها خارطة عمل وضعها «أعوانه» ومساعدوه! قليل من نساء المحمدية يحتفلن بيومهن العالمي.. وكثيرات من هن يتعرضن يوميا لكل أشكال الذل والتحقير والمهانة!