"علاش جامعنا ساجد اليوم؟ واش محتافل بينا؟ يمكن بغى يتصالح معنا". هذه العبارات، رددتها بعض المستشارات الجماعيات بمجلس مدينة الدارالبيضاء، وهن يصعدن حافلة أقلتهن إلى فيلا محمد ساجد، عمدة المدينة، في حي كاليفورنيا، صباح أول أمس الاثنين، 8 مارس. لم يخل حديث المستشارات الجماعيات من المشاكل، التي تعرفها المدينة، وغياب الحوار والتواصل بين المستشارات ونواب العمدة، وهن في طريقهن إلى منزل ساجد. نساء حازمات، يتأبطن ملفات تتضمن مشاريع تهم مختلف أحياء المدينة، ويرددن بصوت مرتفع "نحن على استعداد من أجل العمل في الميدان، والاستجابة لطلبات المواطنين". وبعد أن توقفت الحافلة قرب فيلا ساجد، نزلت المستشارات، تتقدمهن كاتبة العمدة، وهي تدعوهن إلى الدخول، إذ وجدن في الاستقبال العمدة وزوجته، وهما يرحبان بالمستشارات والأطر العاملة بمجلس المدينة، وطاقم صحفي حرص العمدة أن يكون من صحافيات. التفت الزائرات حول موائد الفطور، وهن يتبادلن الحديث والابتسامة لا تفارق شفاههن، بينما كانت زوجة ساجد تحرص على تقديم وجبة الفطور بيديها الناعمتين، مرددة "مرحبا بكن في بيتكن. وتفضلن بالتمر، خذي أللالة المسمن والبغرير". سعدت الأطر والمستشارات بهذا الترحاب، واعتبرن استضافة ساجد في بيته للاحتفاء بهن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بادرة حسنة، وفرصة من أجل تعارف وتواصل المستشارات والأطر العاملة بمجلس المدينة في ما بينهن. بعد الانتهاء من وجبة الفطور الدسمة، احتفى ساجد بالنساء في بهو الفيلا، وقدم لهن باقة ورد وهدايا رمزية، قائلا إن هذا "الاحتفال تقليد للتأكيد على دور المرأة في المجتمع". وأضاف ساجد "هذا اليوم له صبغة خاصة، وهو تغيير بالنسبة إلى السنوات الماضية في المجلس المنتخب، الذي أصبح يضم عددا كبيرا من المستشارات والمنتخبات، اللواتي جئن لتعزيز صفوف المرأة داخل المجلس الجماعي". واعتبر العمدة أن العنصر النسوي يلعب دورا أساسيا في تدبير شأن المدينة، مشيرا إلى أن "المشكل في البلدان العربية والإسلامية يتجلى في عدم إشراك النساء في التنمية المحلية". وافتخر ساجد بتقلد نساء داخل اللجان مهام عدة، وبأنهن برهن على قدراتهن على تدبير الشأن المحلي. وعن سؤال "المغربية" حول اعتبار هذا اللقاء بداية صلح بين العمدة ساجد والمستشارات المنتفضات داخل المجلس الجماعي، قال "ليس هناك، بتاتا، أي خصام مع المستشارات، بل كان هناك مجرد سوء تفاهم، لا غير". من جهتها، سألت خديجة طنطاوي، مستشارة جماعية عن حزب الاتحاد الدستوري "لماذا هذا اللقاء في يوم الاثنين، وثامن مارس، وفي الثامنة صباحا؟". فأجابها ساجد "لأنه بداية الأسبوع، وباش يطلع مزيان ملي نحتفلوا بالنساء". وأكدت طنطاوي أن المشكل، الذي يحز في نفوس المستشارات، هو قلة التواصل،وطالبت عمدة المدينة بعقد يوم عمل مع المرأة المنتخبة، موضحة أن غياب التواصل وإقفال هواتف النواب جعلهن ينتفضن ويلجأن إلى الصحافة، مؤكدة أن المرأة المنتخبة مستعدة للعمل في الميدان، لكنها تجد جميع الأبواب موصدة. وحرص ساجد على أن يكون الاحتفال نسائيا مائة في المائة، لكن الحضور المفاجئ لمحمد بريجة، رئيس مقاطعة سيدي مومن، والنائب الأول لرئيس مجلس المدينة، خرق الاحتفاء الأنثوي. وطمأن ساجد، في الأخير، المستشارات بعقد جلسة عمل قبل آخر مارس الجاري، قال إنها ستضم، أيضا، رئيسات الأقسام بمجلس المدينة.