بقلم زهير بن الطالبة سيبقى اسم تونس خالدا في تاريخ الامة اسم يؤرخ لبداية التحرر والانعتاق من سلطة الظلم والاستبداد، بل وستبقى ثورتها السلمية نموذجا راقيا تحتذي به جميع الشعوب الراغبة في التحرر والانعتاق. فمن تونس كانت بداية الثورة ضد الظلم والفقر والبطالة والتهميش لتعم بعد ذلك العالم العربي ككل، وهاهو الشعب التونسي اليوم كان سباقا لتنظيم انتخابات تأسيسية قمة في النزاهة والديموقراطية وذلك بشهادة جميع المراقبين الدوليين والمحليين، فكانت النتيجة فوز كبير لحركة النهضة الاسلامية بنسبة بلغت اكثر من40 في المائة من مجموع المقاعد، وهو في حقيقة الامر فوز للشعب التونسي ككل الذي تم احترام رأيه وإرادته التي عبر عنها من خلال صناديق الاقتراع فهنيئا هنيئا للشعب التونسي الذي جمع بين شرف السبق للتحرر ولانعتاق من سلطة الظلم والاستبداد وشرف السبق للنزاهة والديموقراطية، ومن تونس نتعلم أن: - التغيير يكون بشروط الشعب وليس بشروط الحاكم وأن زمن الإصلاح أو التغيير من الداخل قد ولى وبدون رجعة . - الانتخابات النزيهة والديموقراطية والتي تعبر عن إرادة الشعب تأتي بعد إسقاط الفساد والاستبداد أما في ظل نظام فاسد فلا تنتظر غير التزوير والتدليس . - الحصار والتضييق على الحركة الاسلامية ورجالها لم يزدها إلا انتشارا وتغلغلا وسط الشعب ولم يزد الشعب إلا التصاقا بها. - عندما يُمنح الشعب حرية الاختيار فهو يختار الإسلام اليوم في تونس، وغدا في مصر وليبيا، وبعد غد في اليمن وسوريا .إن شاء الله. يقول الله تعالى "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ" الأنبياء 105-106. نسأل الله العلي العظيم أن يوفق الإخوة في حركة النهضة إلى تدبير هذه المرحلة بحكمة حتى يُألفوا القلوب ويشركوا جميع الفضلاء والسياسيين مهما كان اختلافهم في تسيير شؤون تونس، حيث لا تمييز على أساس العقيدة أو الانتماء السياسي فالكل مواطنون والكل له الحق في عيش الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية داخل تونسالجديدةتونس الحرية والديموقراطية إنشاء الله . تعليقات