أصدر حركة التوحيد والإصلاح بيانا حول انتفاضة الشعب التونسي ضد الطلم والقهر الذي تعرض له من طرف النظام التونسي، ودعت الحركة جمبع كونات الشعب إلى الحكمة واليقظة. وفيما يلي نص البيان: بيان حول انتفاضة تونس المباركة تابعنا في حركة التوحيد والإصلاح باهتمام بالغ الانتفاضة الشعبية المباركة التي قادها الشعب التونسي العظيم ضد الفساد والاستبداد، بعد أن رفضت كل نداءاته ومطالباته بالإصلاح، وسدت في وجهه كل قنوات التعبير أو الاعتراض والانتقاد، أو حتى الشكوى والتظلم، إلى أن طفح الكيل، و بلغ السيل الزبى، فانفجر في وجه ظلامه، وانطلق عليهم كسيل العرم ليضع حدا ونهاية لمأساته ومعاناته، ويتحرر من ظلم الطغاة وفسادهم. ونحن في حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب إذ نحيي الشعب التونسي الشقيق بجميع فئاته وأطيافه ومكوناته على هذه الانتفاضة الشعبية المباركة ونهنئه على انعتاقه وتحرره من الظلم والطغيان، فإننا نتوجه إلى الباري تعالى أن يتقبل جميع الشهداء والضحايا وأن يعجل بالشفاء للجرحى والمعطوبين ويأجرهم على تضحياتهم أجرا حسنا؛ فإننا نعلن ما يلي: نعلن تضامننا المطلق ووقوفنا الكامل إلى جانب الشعب التونسي الشقيق وحقه في العيش بحرية وكرامة، في رحاب نظام جديد ديموقراطي تعددي ومعبر عن إرادة جميع أبناء تونس الخضراء الحرة. نعتبر هذه الانتفاضة المباركة ثمرة للصبر والمصابرة والاستماتة في التمسك بالنضال السلمي ضد الظلم والطغيان دون الانجرار إلى العنف الأعمى، ونعتبرها إنجازا وانتصارا تاريخيا عظيما يحسب للشعب التونسي الشقيق، ويفرح به كل الأحرار والشرفاء في العالم بأسره، لأنه انتصار للمظلوم على الظالم، وانتصار للمستضعفين على الطغاة. نعتبر هذه النهاية المخزية لهذا النظام المستبد، فشلا ذريعا وانهيارا كاملا للنموذج الاستئصالي والنهج الإقصائي وسياسة تجفيف الينابيع التي نهجها، وحاول أن يسوقها ويروج لها في منطقتنا، ونعتبرها كذلك خيبةً للتيارات الاستئصالية التي كانت لا تفتر عن الدعوة إلى استلهام هذا النموذج واستيراده وتبنيه، لولا غلبة صوت العقل والحكمة. ندعو الجميع إلى الاعتبار من الدرس التونسي البليغ وخاصة كل من يعول على الأنظمة الغربية بأن تنفعه أو تحميه أو حتى تستقبله كلاجئ إذا ما خسر ثقة شعبه، وأن الاحتضان الحقيقي هو احتضان الشعب والدعم الحقيقي هو دعم الشعب. وفي الأخير، فإننا نتوجه إلى جميع مكونات الشعب التونسي الشقيق بكل أطيافهم ومشاربهم أن يلتحموا بإرادة وطموح هذا الشعب البطل في الحرية والديمقراطية، وأن يفوتوا الفرصة على كل من تسول له نفسه إجهاض هذا الإنجاز الذي صنعته الإنتفاضة الشعبية المباركة، وذلك بإتمام ما بدأه الشعب بكل ما يتطلبه الموقف من تعاون وتكاثف وتوافق وحكمة ويقظة، كما نتوجه إلى الله العلي القدير بالدعاء الخالص بأن يوفق أشقاءنا وإخواننا التونسيين لما يعود عليهم بالخير وعلى الأمة جمعاء، وأن يحفظ تونس وشعب تونس من كل مكروه، إنه سميع مجيب. الرباط في 12 صفر الخير 1432 ه الموافق ل 16 يناير 2011 م محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح