. عدسة: محمد أيت يحي. رئيسة ملتقى المرأة والتصوف ، الدكتورة عائشة الحجامي نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي عياض، بتنسيق مع جمعية منية بمراكش وفريق الأشعرية والتصوف في المغرب، و مختبر الفلسفة والتراث، ومختبر اللسانيات و التواصل والبيداغوجيا بمراكش الملتقى العلمي الأول حول المرأة والتصوف. وعرفت أشغال الملتقى، الذي ترأسته الدكتورة عائشة الحجامي، مجموعة من المحاضرات والمداخلات تناولت نماذج من شخصيات نسوية من خلال القرآن الكريم، والمرأة والتصوف في الغرب الإسلامي وحضور التصوف النسائي في المجتمع المغربي،و جرد حول المتصوفات المسكوت عن ذكرهن، ومجاهدات النساء عبر التصوف في سعيهن نحو السعادة، وتصوف المرأة في تاريخ المغرب من خلال نموذج خناثة بنت بكار، زوجة السلطان مولاي إسماعيل، وولاية المرأة في الإسلام، وحول المرأة والتمثلات الدينية، وأبرز النساء المتصوفات بمراكش. وتجدر الإشارة، أن أهمية الملتقى، برزت في إعادة إكتشاف الفكر والسلوك الصوفيين، وإبراز قوة التصوف ودروه في رسم ثقافة راقية، تآلفت فيها القلوب،وتآخت بها الأرواح وتحابت فيها الأجناس، وتساكنت فيها الأديان السماوية، في جو من الحرية والتعايش السلمي، جو تأسست فيه ثقافة الحوار والتسامح، ونتج عنه فكر جديد لا يجد غضاضة في الجمع بين المتناقضات من منطلق الوعي بضرورة إدراج الآخر المختلف دون مصادرته، والسماح للقيم الثقافية الأخرى بالتلاقح الحضاري في أرقى مستوياته ونبذ العداء والكراهية، والتطرف، لكون التصوف بالمغرب اعتمد على سلوك زهدي متأصل في المجتمع، منذ اعتناق المغاربة للإسلام، إذ تميزت ممارستهم الدينية بالتركيز على العمق الروحي والتضامن الاجتماعي والبعد العملي، إذ في ظل هذه التعاليم تربت المرأة وتفقهت فأنتجت وأفادت ونبغت وبرزت حيث نجد في تاريخنا المغربي نساء نابغات وشهيرات سجل التاريخ أسماءهن بمداد الفخر، وخلد ذكرهن في ميدان العلم والمعرفة. إلى ذلك، أجمع المشاركون في فعاليات الملتقى، أن الفكر الصوفي ظل دائما ينبني عن اتساع الرؤية والمعرفة وامتداداتها، وتحرير الثقافات، وصقل التملك المعرفي المنشئ لأسس الحرية والحوار، والبارز في محطات بارزة في الأدب والفن، في الفلسفة والدين، في السياسة والعلم، وفي العمران من قصور وحدائق، ودور وحمامات ، ورياضات ومكتبات. كما أبرز المشاركون، أن التصوف ظل يحتل في تاريخ المغرب مكانة راسخة، سواء على مستوى الوظائف الاجتماعية والتربوية والثقافية التي نهض بها، أو على مستوى الأثر العميق الذي بصم به المجتمع، والوعي الجمعي المغربي. وإرتباطا بالموضوع، عرفت فعاليات الملتقى المذكور، تكريم المرأة في شخصية الدكتورة وداد التباع عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، كما اختتم الملتقى بحفل لفنون السماع و الأمداح النبوية .