نظم المعهد المغربي للتنمية البشرية بتنسيق مع”جريدة مراكش برس” و جمعية ” أجيال مراكش” ندوة تواصلية حول موضوع “دور الصحافة الجهوية في التنمية المحلية” يوم أمس الإثنين بمقر جمعية النخيل، سعيا من المنظمين إلى فتح نقاش بين الإعلاميين و الفاعلين الاجتماعيين و الاقتصاديين و المختصين من الأكاديميين لمكاشفة واقع الصحافة والإكراهات المرتبطة بها بالجهة، ومناقشة أفاقها و مدى قدرتها على متابعة القضايا و الشؤون المحلية و الجهوية، باعتبارها شريكا في التنمية في إطارها الشمولي. وقد سعى المنظمون من خلال هذه الندوة إلى بلورة أهداف و دور الصحافة الجهوية في التنمية المحلية الأنية و المستقبلية ، باستقطاب كافة المتدخلين للتواصل و التفكير بشكل جماعي لإيجاد السبل الكفيلة بتأهيل المشهد الإعلامي و كيفية مساهمته في دمقرطة الحياة المجتمعية و المساهمة كقوة إقتراحية في الدفع بمسلسل التنمية و تحقيق التقدم المنشود. من هذا المنطلق أكد المنظمون أن عملية دسترة الولوج للمعلومات والتنصيص عليها في المتن الدستوري الجديد من شأنه أن يكرس ثقافة الشفافية و حق المواطنين في الوصول إلى المعلومة و الخبر، في أفق تحرير العقل و فتح أفاق جديدة للإبداع و التجديد على ضوء الجهوية الموسعة التي سيلعب فيها الإعلام دورا محوريا في الإحاطة بقضايا الجهة و المساهمة في تعميم الوعي و توطيد ثقافة حقوق الإنسان . هذا، وناقش مضامين هذه الندوة الأستاذ “خالد الكراوي” وهو إعلامي وإذاعي متخصص في الشأن المحلي، و الأستاذ “عبد الرحيم منار السليمي” باحث و أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، و الزميل “محمد أمين العمراني” صحفي بجريدة “بيان اليوم”، ثم الأستاذ و الباحث “محمد أبران”، و ترأس أشغال هذه الندوة الزميل “محمد القنور” المسؤول الإعلامي بالمعهد المغربي للتنمية المحلية وعضو هيئة التحرير بجريدة “مراكش برس”. و افتتحت فعاليات هذه الندوة بكلمة الأستاذة “أمينة فنان” مديرة المعهد المغربي للتنمية المحلية التي أشارت من خلالها إلى عمل المعهد على تأسيس قواعد النهوض الثقافية و القانونية على المستوى المحلي و الجهوي، و التقريب بين مختلف المتدخلين التنمويين، و أكدت على ضرورة تأهيل المشهد الإعلامي ليتبوأ دوره الفعال في التنمية المحلية، ومن جهته ذكر الأستاذ “محمد جمال المرسلي” مدير جريدة مراكش برس في كلمته أن دور الإعلام لا يقتصر على نقل الخبر وإنما يمكن اعتباره مدخلا أساسيا للتنمية المحلية و الجهوية و ألية من الأليات المساهمة في بلورة التوجهات، وهو ما تسعى جريدة مراكش برس إلى ترسيخه في ممارساتها المهنية وفي تعاطيها مع قضايا الساكنة المراكشية و قضايا الشأن المحلي و الجهوي فيما تناول الأستاذ “وديع أيت بنهيمة” رئيس جمعية أجيال مراكش في كلمته دور المجتمع المدني في التنمية المحلية و أعرب عن استعداد الجمعية للانخراط في الأوراش التي من شأنها أن تساهم في الرفع من مؤشر التنمية . هذا، وتطرق العرض الأول المبرمج في أشغال هذه الندوة ، والذي تقدم به الزميل “خالد الكراوي ” دور الصحافة الجهوية في التنمية المحلية ” و ذكر أن الصحافة مكبلة بمجموعة من المشاكل و الإكراهات التي تحول دون أن تحقق ما يعقد عليها من أمال و تطلعات، ومن ضمنها ضعف تمويل المؤسسات الإعلامية ، وعدم أهلية بعض معاهد التكوين و ضعف آلياتها التلقينية، كما ذكر كذلك أن العديد من الأجناس الصحفية الجهوية لا تختلف في زاوية معالجتها عن نظيرتها الوطنية، و دعى إلى ضرورة تكوين الصحفيين في مجال الشأن المحلي و القيام بمراجعة حقيقية لموضوع مساهمة الإعلام في مسلسل التنمية من منطلق تشاركي يدمج كافة الفاعلين الإعلاميين . فيما تناول الأستاذ “عبد الرحيم منار اسليمي” في العرض الثاني موضوع ” أثر التنمية المحلية على الصحافة الجهوية ” و استهله بتحديد ثلاثة مفاهيم أساسية وهي : التنمية المحلية و الصحافة الجهوية و علاقة التأثير و التأثر بين هذين المفهومين، و أوضح أن الإذعات الجهوية تناقش برامج و قضايا ذات طابع وطني على حساب قضايا الشأن الجهوي و اهتمامات الساكنة المحلية، و أن جل الجماعات المحلية لا تتوفر على خلايا الإعلام والتواصل، و أدرج بعض الإستنتاجات من ضمنها أن التنمية المحلية هي تنمية عاطفية رومانسية انفعالية، و أن الصحافة الجهوية ما زال دورها يقتصر على نقل الخبر و لم يرتقي بعد إلى مستوى الشريك في التنمية المحلية ، و عرج في الأخير على بعض التوقعات طرح من خلالها مجموعة من الأسئلة المرتبطة بمستقبل الإعلام الجهوي في علاقته بالتنمية المحلية، كإضافة نوعية تهدف إلى تحرير وتفعيل قدرات المواطنات والمواطنين، و بلورة شروط الآمال الجماعية في حياة أفضل، وتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، قائمة على مراعاة مبادئ وأهداف التحديث والعصرنة والحكامة المحلية، بناء على قيم الشفافية والالتزام والانفتاح والفعالية داخل صرح الإعلام الجهوي . .و من جهته عالج “محمد العمراني أمين” في عرضه المعنون ب ” واقع الصحافة بجهة مراكش ” بعض مظاهر اختلالات المشهد الإعلامي وتطرق إلى التجاوزات المهنية و الأخلاقية لبعض الصحف و المنابر الإعلامية بجهة مراكش تانسيفت الحوز ، و حذر من الدور الخطير الذي تلعبه الصحافة الجهوية في هذا المجال . و اختتم سلسلة العروض المبرمجة الأستاذ و الباحث “محمد أبران” بعرض حول مقاربة سوسيولوجية للإعلام بالجهة ، و قارب إشكالية إهمال دور الإعلام في صناعة التنمية و في تشكيل الوعي التنموي ، و اعتبر أن الإعلام سلطة أولى و ليس سلطة رابعة كما هو متعارف عليه لمساهمته في إحداث التغيير في عدد من القضايا الدولية ، و أن الحق في المعلومة حق أساسي في الممارسة الديمقراطية ن و أكد على ضرورة الارتقاء بدور الإعلام من نقل الخبر إلى المساهمة في صناعة الملف المطلبي. و في ختام هذه الندوة أغنت تدخلات الحاضرين التي تناولها زملاء إعلاميون و أكاديميون و فنانون و مهتمون عروض الندوة،و لامست مداخلاتهم أهم القضايا التي طرحتها ، و ساهمت في إثراء النقاش و مكاشفة الواقع الإعلامي و الجهوي بالجهة بروح النقد البناء و التفاعل الإيجابي هذا، وقد خلصت الندوة بعد العروض المقدمة التي تقدم بها الأستاذة المحاضرون و تدخلات الحاضرين الهادفة إلى مجموعة من التوصيات بغية عرضها كمجمل النتائج والخلاصات والتجارب والتوصيات التي تم استخلاصها من الندوة ، على أنظار الجهات المسؤولة وكل المهتمين والفرقاء، من أجل الإفادة والاستفادة من ملاحظات وتجارب واجتهادات واستثمار الخبرات المتميزة والناجعة في الميدان، ومن أجل ربط صلات أرحب مع محيطنا الجهوي و الوطني. توصيات أكدت على - ضرورة دعم الدولة للإعلام الجهوي و انفتاح كل الإدارات و صناع القرار الاقتصادي و الاجتماعي على الإعلام الجهوي - خلق بنيات تواصلية بين الفئات السكانية و القطاعات و المجالات الإقتصادية و الترابية، و دفع المجالس المنتخبة لإنشاء جرائد و محطات إذاعية - ضرورة القيام بوقفة تشريحية ترصد الجسم الصحفي بجهة مراكش قصد محاصرة المرتزقة و مناهضة التدليس. - حصر المشتغلين بالصحافة بجهة مراكش تانسيفت الحوز. - ضرورة الارتقاء بدور الإعلام من نقل الخبر إلى مستوى يؤهله كقوة اقتراحية في التنمية المحلية. حسن البوهي عدسة : محمد سماع