كجمعية فنية موسيقية،تمثل بسمة هاوس نافذة مراكشية على العالم الموسيقي والإبداعي بكل روافده،وتجلياته خاصة وأنها تتكون من موسيقيين وزجالين ومبدعين، وكتاب كلمات ومغنيين ينتمون لمجموعة من المشارب،والعديد من الواجهات يقودهم الفنان عبد الجليل قدسي الذي إحتك منذ بدايته الأولى بالمحيط الهارموني،لفرق كناوة في مراكش والصويرة، وتعامل مع فنانين كبار مغاربة وعالميين أمثال آدام أردوف ودون تستيري العازف المعروف على آلة ترومبيط ، وهو الفنان الذي توطدت علاقته به عن طريق المبدع المغربي حسن حكمون الكتاوي ،المقيم حاليا بالولايات المتحدة الإمريكية. والواقع، فقد إستهوت موسيقى ڭناوة الفنان عبد الجليل قدسي منذ طفولته،وأخدت بمجامع قلبه ،بعد تردده المبكر على ليالي المعلمين،وطقوس “دردبة” بأحياء مراكش حيث رأى النور في بدايات الاستقلال ، عاش طفولته المبكرة على ترانيمها الصاخبة،وإيقاعاتها المنسابة الضارية التي تعكس عنفوانية خواطره وتشعب أشواقه، وطموحاته المشرئبة نحو عوالم النغم المتهدج ،والإيقاعات الرفيعة،حيث ترعرع على هاجس فني يزاوج بين الأصيل في فن كناوة، و الحديث الذي يعرفه العالم من أنماط موسيقية أخرى تشترك مع الكناوي في التوجه والإيقاع،وإبراز مكنون الذات. كما يحضر الفنان عبدد الجليل قدسي ومجموعة بسمة هاوس عمله الرائد حول “أغنية الحكم الذاتي” ومقطوعة “العز بك يا بلادي”، ثمانية مقطوعات في إطار إشتغال جمعية “بسمه هاوس”، بشراكة مع موسيقي نمساوي، ودعم من جمعية الأطلس الكبير، وهي من كلمات الزجال المبدع الحسين االدرساوي الملتزم بقضايا الوطن والمواطنين . فبالنسبة لقدسي وأغلب رفاقه، كانت الهواية في الأول لتقود نحو الإحتراف والمهنية،وتنوع الإيقاعات، وليتمخض عن كل ذلك تجربة غنائية، توجت بتأسيس مجموعة “ملوك لهوى” الموسيقية والغنائية بمراكش ذات اللون المعروف بتكَناويت سنة 1985 التي سجلت للإذاعة، كما قامت نفس المجموعة بجولات داخل الوطن وخارجه وعدة أشرطة كانت أول أغنية تحت عنوان “عشاق الزين يفوت” سنة 1988 ، في سنة 1991 أسس الفنان عبد الجليل قدسي مجموعة جديدة بمراكش سماها “ناس مراكش” التي داع صيتها بإسبانيا ،إذ يعتبر الأديب الإسباني خوان غويتيصولو من أبرز عشاقها، ومازالت المجموعة تزاول نشاطها بمدينة برشلونة إلى حد الساعة، مشروع آخر كان قد إختاره الفنان قدسي عبد الجليل هو تعامله مع ابنه ياسين 21 سنة الذي دخل ميدان الموسيقى الكَناوية في سن العاشرة، من خلال عمل فني دويتو عنوان الألبوم الأول ”ميمون ياسين” 2005 والألبوم الثاني “أولاد فولاني كَانكَا”. وقد قام بعدة أعمال مشتركة مع ولده توجت بتسجيله لشريط موسيقي في إحدى استوديوهات مراكش، تحت عنوان “أولاد فولاني كَنكَا” سنة 2007، و شريط ثاني بإسم “ميمون” 2004 بعزف قدسي الإبن على آلة الهجهوج، بمشاركة موسيقيين من إسبانيا، كما سبق ياسين أن قام بتسجيل فيديو كليب في مراكش بساحة جامع الفنا، وتحضير عمل تلفزيوني وثائقي مع قناة كنال بلوس CANAL PLUS ليبدأ على غرار والده في التفكير بمتابعة مسيرة أبيه من خلال تأسيس فرقة موسيقية من الشباب الموهوب في فن الڭناوي قصد إحياءه وإعادته إلى الساحة المغربية بشكل عصري وحداثي يتماشى مع مميزات العالمية ، وينفتح أكثر على الثقافات الأخرى . محمد القنور