طبعا، لست من الخارجين على قانون الطبيعة و فطرة الإنسان لأقول أني لا أحب، نعم أنا أحب ...! لكن الحب عندي ليس كما يقزمه البعض بين رجل وإمرأة، أو بين عاشق ومعشوقته. كما أني لا أنتظر هذا اليوم(14 فبراير) لأحتفل بالحب..الحب أوسع وأعمق، بل قل لن يدرك أسراره إلا العارف به . خلال الأيام القليلة الماضية و لحدود كتابة هذه السطور أتوصل بصور ورسائل حول ( عيد الحب)، منها من يبارك و منها من يحذر .. وبكل صدق أتفهم تلك الدعوات ودوافع أصحابها وحسن نيتهم . لكن معذرة مرة أخرى أنا لن أحتفل بعيد الحب هذا، لن أشارككم في وضع هذا القناع الزائف لهذه الأسباب ؟ كيف أحتفل ونحن بالأمس كنا نلبس السواد على حرية التعبير،والإغتيالات المتكررة المتعمدة للكلمة، أليس في احتفالنا ضحك على أنفسنا ولعب ولهو بمبادئنا (الثابتة). كيف أحتفل وفي وطني تخلف وأمية وبطالة. في وطني من يموت بسبب البرد، وأسباب أخرى تافهة لا تليق ب « سكان » القرن 21 ! إذا كنا نؤمن بوحدة المجتمع وتضامنه وإحساس أفراده ببعضهم البعض، إذا كنا نؤكد ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر أن الفرد مسؤول عن نفسه وعن بقية الناس، وبقية الناس تعاني الجوع والمرض والأمية، فهل أحتفل وأنا جائع ! أحتفل وأنا مريض وأمي ! ان طفلا بفلسطين أو في بلد آخر يتساءل: لماذا لا أحتفل مثلكم ب( الحب) ؟ أشعر بالخزي من نفسي. يوم تحرر الأرض، يوم يتحضر شعبي، يوم نحقق العدل والمساواة، يوم لا يحتقر فرد فرد آخر، يوم نحقق للإنسانية استقلالها و خبزها، في ذاك اليوم سنجعل منه يوم عيد حب . ستقولون عني متشائم، ليكن مادمت أحتقر احتفالكم، حتى لا أقول شيئا آخر! ضحكوا عليك يا مسكين وقالوا لك ( عيد الحب). فانظر إلى ما يصنعون، ليس هناك لا حب ولا عشق ولا سيدي زكري .. فقط إرادة القوة، وفي كل مرة يغلفونها بورق جميل . معذرة .. إني لست من المحتفلين .