ليس أكثر دلالة من تلك الصورة الذي ظهر فيها رئيس جنوب السودان سلفا كير وهو يتسلم من السيناتور الأميركي جون كيري قبعة راعي البقر " الكاوبوي الأميركي" ، وقد جاء كيري خصيصاً إلى السودان ليراقب عملية استفتاء فصل الجنوب السوداني عن شماله بعد خمسة وخمسين عاماً من الوحدة ، إذ من الواضح أن ربع سكان السودان سيؤيدون الانفصال ، وسيصبح 25 في المائة من السودانيين تحت حكم الجنوبيين . ولأول مرة منذ تشكيل الشرق الوسط بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية ، سنشهد خريطة جديدة للمنطقة ، وهناك إعادة نظر في حدود أكبر دولة عربية من حيث المساحة ، وستكون مرشحة بعد انفصال الجنوب لأن تكون دولاً عدة . من جانبه ، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن سروره البالغ لقيام " شعب جنوب السودان بتحديد مصيرهم " قائلا إنه " مسرور للغاية " لبدء الاقتراع بشأن الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب السوداني . وقال أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض " هذه خطوة تاريخية في عملية استمرت سنوات باتجاه التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل الذي أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب " . وأضاف أوباما في البيان أن " المجتمع الدولي متحد ومصمم على ضمان أن تكون جميع الأطراف في السودان ترقى إلى مستوى التزاماتها " . وتابع " نحن نعلم أن هناك من قد يحاول عرقلة عملية التصويت " مضيفا " يجب أن يسمح للناخبين بالوصول إلى مراكز الاقتراع ويجب أن يكونوا قادرين على الإدلاء بأصواتهم بعيدا عن الترهيب والإكراه " . وأكد أن جميع الأطراف ينبغي عليها الامتناع عن التصريحات التحريضية أو الأعمال الاستفزازية التي يمكن أن تثير توترات أو منع الناخبين من التعبير عن إرادتهم . وأشار إلى أن " العنف في منطقة أبيي يجب أن يتوقف " قائلا " على الرغم من انطلاق عملية الاستفتاء بنجاح فإن هناك كما هائلا من العمل لا يزال موجودا لضمان تمكن شعب السودان من العيش في كنف الأمن والكرامة " . وأضاف أوباما " إن العالم سيراقب تطورات الأيام المقبلة.. والولايات المتحدة ستبقى ملتزمة تماما بمساعدة الأطراف على حل حاسم لقضايا ما بعد الاستفتاء بغض النظر عن نتيجة التصويت " . وفي بيان منفصل قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن البداية الناجحة للتصويت الذي انطلق أمس " تمثل خطوة تاريخية نحو تنفيذ اتفاق السلام الشامل " . وأضافت " لقد تم إحراز تقدم كبير في الأشهر الأخيرة نحو التحضير للاستفتاء بما في ذلك الانتهاء بنجاح من تسجيل الناخبين ووضع ترتيبات تقنية أخرى " .