اكد الرئيس السوداني عمر البشير الثلاثاء في زيارة نادرة لجنوب السودان احترامه لنتيجة استفتاء الاحد حتى لو ادى الى انفصال هذا الجنوب عن شمال البلاد. وقال البشير في كلمة القاها في جوبا, عاصمة جنوب السودان, نقلها التلفزيون الحكومي مباشرة "نحن مع خياركم. ان اخترتم الانفصال ساحتفل معكم". واوضح البشير قبل خمسة ايام من موعد الاستفتاء التاريخي لتقرير المصير في جنوب السودان "على الرغم من انني على المستوى الشخصي ساكون حزينا اذا اختار الجنوب الانفصال لكنني ساكون سعيدا لاننا حققنا السلام للسودان بطرفيه". ولقي الرئيس البشير قبل ذلك استقبالا حافلا من قبل رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير الذي كان خاض ضده حربا استمرت سنوات طويلة غير انه بسط له السجاد الاحمر الثلاثاء في جوبا. وكان في استقبال البشير في مطار جوبا عدد كبير من كبار القياديين الجنوبيين وحرس الشرف المكون من جنود شماليين وجنوبيين. وتجمع خارج المطار نحو 005 شخص يرفعون شعار "لا للوحدة" ويلوحون باعلام جنوبية في اجواء احتفالية. وما يدل على ان وجود البشير لم يعد يثير الرهبة في جنوب السودان, رفعت منظمات غير حكومية عند مدخل المطار لافتات كتب عليها "نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان" و"نرحب بكم في الدولة ال391" في العالم. وكانت آن ايتو المسؤولة في الحركة الشعبية لتحرير السودان (التمرد الجنوبي السابق) ردت الاثنين كافة الاعتراضات على زيارة البشير وقالت "اعتقد ان السودانيين الجنوبيين حددوا اصلا خيارهم. لقد اختاروا الحرية والاستقلال". واكد البشير في خطابه الثلاثاء رغبته في الحفاظ على روابط جيدة مع الجنوب حتى في حال الانفصال وقال "حتى بعد قيام دولة الجنوب نحن جاهزون لتقديم دعم فني او لوجستي او دعم بالخبرة لها". واوضح البشير ان "حجم المصالح والروابط بيننا في الشمال والجنوب غير موجودة بين اي دولتين في العالم", موضحا انه "حتى لو حصل الانفصال فان الفوائد التي يمكن ان نحققها عبر الوحدة يمكن ان نحققها من خلال دولتين". ورغم هذه الخطابات المهدئة للجانبين تم نشر اعداد كبيرة من قوات الامن في جوبا التي قام جنود مسلحون بدوريات في شوارعها. وبعد ان القى خطابه تباحث الرئيس البشير وسلفا كير في قضايا ما بعد الاستفتاء مثل المواطنية والامن وتقاسم عائدات النفط والديون الخارجية وترسيم محتمل للحدود التي لا يزال يتعين ترسيم 02 بالمئة منها. واكد البشير ان ترسيم الحدود سينتهي "قبل التاسع من تموز/يوليو", بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السودانية "سونا". واوضح ان هذا الترسيم لا يعني اقامة جدار فصل بل هو تحديد يسمح بحركة المواطنين وفق القوانين المرعية الاجراء. وبعد هذه المباحثات قال وزير الاعلام الجنوبي برنابا ماريال ان الزعيمين تعهدا بتسوية هذه القضايا بحلول تموز/يوليو. واكد ماريال ان البشير "قال انه اذا اختار شعب جنوب السودان اقامة دولة مستقلة, فسيكون هو وحكومته اول من يعترف بهذا البلد الجديد". وسجل نحو اربعة ملايين شخص (3,57 ملايين في الجنوب و611 الفا في الشمال و06 الفا في الخارج) اسماءهم في اللوائح الانتخابية للمشاركة في الاستفتاء المقرر في الفترة من 9 الى 51 كانون الثاني/يناير الحالي عملا باتفاق السلام الذي كان انهى في 5002 الحرب الاهلية في السودان. ووصل السناتور الاميركي جون كيري الى السودان لمراقبة الاستفتاء, ومن المقرر ان يلتقي مسؤولين سودانيين من الشمال والجنوب "للتشجيع على اجراء استفتاء هادئ واتفاق اوسع بين الشمال والجنوب" بحسب مكتبه. واعربت الولاياتالمتحدة عن "تفاؤلها" بهذا الاستفتاء الذي وضع تحت مراقبة مراقبين اميركيين واوروبيين وصينيين وافارقة وعرب.واعربت الصين عن الامل في ان يجري الاستفتاء "في مناخ من الانصاف والحرية والشفافية والسلم".