يقوم الرئيس السوداني، عمر البشير، غدا الثلاثاء، بزيارة وصفت ب"التاريخية" إلى مدينة جوبا عاصمة الجنوب، حسب ما أوردته تقارير إخبارية. الرئيس السوداني معمر حسين البشير (أ ف ب) وعقد مجلس وزراء حكومة الجنوب اجتماعا برئاسة النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب، سلفاكير ميارديت، استعرض خلاله الترتيبات والاستعدادات الرسمية والشعبية لزيارة البشير. وأكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب، برنابا ماريال بنيامين في تصريحات صحفية استعداد حكومة جوبا لهذه الزيارة "المهمة والتاريخية". وتأتي زيارة الرئيس البشير إلى جوبا قبيل أيام من إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان المقرر في التاسع من الشهر الحالي بموجب اتفاق السلام الشامل المبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005، الذي وضع حدا لحرب أهلية دامت 21 عاما. ودعا الرئيس البشير، الجمعة الماضي، سكان دارفور إلى العمل على إقرار السلام في هذه المنطقة الواقعة في غرب السودان، بعد انسحاب وفده من مفاوضات السلام مع المتمردين، التي تجرى في الدوحة. وقال البشير في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى 55 لاستقلال السودان "ستبقى أبوابنا مفتوحة لمن يجنح إلى السلام صادقا وملتزما بان يعمل في إطار النظام الدستوري وبهذا الإدراك الصائب نمضى بوطننا على نهج التعايش السمح المؤسس على العدالة وصون الحقوق". وتابع قائلا "بين أيدينا اليوم رؤية استراتيجية متكاملة نسعى بها نحو سلام حقيقي وفاعل". ورأى الرئيس السوداني أن بين أيدي أبناء دارفور فرصة نادرة ليطفئوا نار الحرب ويجنحوا إلى خيار التعافي والتسالم، الذي هو شرط واجب للنماء والتنمية. وكانت الحكومة السودانية سحبت، الجمعة الماضي، وفدها من مفاوضات السلام في العاصمة القطرية مع متمردي دارفور إلا أنها أكدت رغبتها في متابعة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في هذه المنطقة. من جهتها، أعلنت الجامعة العربية، أول أمس السبت، عن مشاركتها، خلال الأيام، المقبلة في اجتماع اللجنة الوزارية العربية الإفريقية المعنية بدارفور بالدوحة برئاسة مشتركة من الجامعة والاتحاد الإفريقي وقطر لبحث الخطوات المقبلة في ظل الوضع الذي وصلت إليه مفاوضات دارفور. وقال رئيس بعثة الجامعة في السودان السيد صلاح حليمة الذي سيترأس الوفد العربي إن هناك استراتيجية جديدة في دارفور وضعتها الحكومة السودانية، وهناك توافق وطني ودولي حولها مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية تؤكد على استكمال التفاوض داخل السودان بين القوى السياسية والاجتماعية والمجتمع والقوى المنتخبة داخل الإقليم. وأضاف أن موقف الحكومة السودانية، الذي يحظى بتوافق دولي يتمثل في ضرورة التوصل لاتفاق في دارفور قبل نهاية العام المنقضى يتواكب مع الاستفتاء في جنوب السودان وبصرف النظر عن نتيجته. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تحظى بدعم المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والجامعة العربية، وهى أن تستأنف عملية السلام داخل السودان عبر الحوار الدارفوري الدارفوري، خاصة المجتمع المدني والقيادات المنتخبة، على أن تستكمل هذه المفاوضات نتائج منبر الدوحة . ودعا المسؤول العربي في هذا السياق الأطراف المتحاورة والوساطة القطرية لبذل الجهود الحثيثة باتجاه التوصل لتسوية سياسية، مشددا على أن الحكومة السودانية قدمت الكثير من التنازلات، وأبدت مرونة في مواقفها وكان يجب استثمار هذه المرونة في تحقيق السلام.