لابد أن يثير قرار المغرب بوقف أنشطة قناة الجزيرة القطرية الانتباه.. في ضوء أن هذه الخطوة المغربية لم تكن الأولي عربياً تجاه هذه القناة القطرية.. وقد سجلت دول عديدة من قبل مواقف مماثلة.. ومنها الأردن ومنها تونس . القرار المغربي لم يفسر بالطبع كما تفسر قرارات مصرية اتخذت مؤخرًا لتنظيم الإعلام والسيطرة علي العشوائية التي ألمت بالقنوات الفضائية.. ولم يقل أحد إن له علاقة بالانتخابات البرلمانية أو الرئاسية.. فالمغرب مملكة ولا تشهد انتخابات برلمانية قريبة.. وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول التفسيرات التي تلاحق التصرفات المصرية التي لم تشمل الجزيرة علي أي حال . لقد لاحظ المتابعون كيف أن المثقفين المغاربة الذين أيدوا القرار لاحقوا الجزيرة بتعليقات من نوع: أين شئون قطر في الجزيرة، وأين البرلمان القطري الذي تتحدث عنه، وأين المجتمع المدني القطري الذي تتابع شئونه؟؟ وأسئلة كثيرة من هذا الطراز الذي لا تجد له الجزيرة إجابة.. ولا تعلق عليه.. إذ وضعت نفسها في موقع الوصي علي كل الدول العربية باستثناء قطر وحدها . ويلفت النظر في التبريرات التي قدمتها وزارة الاتصال المغربية لوقف أنشطة وتصريحات عمل قناة الجزيرة في المغرب أنها قالت ما يلي: " لقد ترتبت علي معالجات قناة الجزيرة للشأن المغربي أضرار كثيرة لحقت بصورة المغرب، ومساس صريح بمصالحه العليا، وفي مقدمتها قضية وحدة ترابه التي تحظي بإجماع وطني راسخ لدي كل فئات الشعب المغربي".. وأضافت: " إن الجزيرة لم تبادر إلي تصحيح هذا الوضع رغم كل الملاحظات والتنبيهات التي جري إبلاغها لمسئوليها في عدة مناسبات، الأمر الذي يجسد تمادياً مقصوداً وتصعيداً ملحوظاً زاد حجمه طوال الفترة الأخيرة مع إصرار واضح علي تقديم صورة لبلادنا تتسم بكل الشوائب والمظاهر السلبية في سعي محموم لتبخيس جهود المغرب في جميع المجالات الإنمائية والتشويش علي مشاريعه الإصلاحية الكبرى " . والمعني أن من حق الدول أن تتبني المواقف التي تؤدي إلي حماية مصالحها وصورتها، خاصة إذا استشعرت التعمد ولاحظت التربص وتأكدت من أن المنهج ليس موضوعياً في المعالجات الإعلامية لشئونها، فهل صورة مصر في قناة الجزيرة يتم التعامل معها بموضوعية وهل هي صورة إيجابية.. وهل إذا دافعنا عن صورة بلدنا في مختلف المحطات التليفزيونية والصحف يكون هذا كلاماً ضد الديمقراطية أم أن هذا من حق أي دولة ؟ .