قناة "الجزيرة" كعادتها دائما تعادي كل ما فيه رائحة الاشتراكية، فقد تحدثت وكتبت عن فوز حزب تشافيز في الانتخابات دون ذكر اسم الحزب، وهو "الحزب الاشتراكي الموحد" في آخر انتخابات برلمانية جرت يوم الأحد 26 شتنبر في فنزويلا ، والسبب معروف، فهي تقوم بالدعاية العلنية والمدفوعة الأجر أحيانا(*) كما وقع مع حزب "العدالة والتنمية" التركي ولكل من يشتم فيه رائحة"الاسلاموية"، ولهذا تحرص على استضافة رموز من هذه التيارات بمناسبة أو بدونها وتلصق لبعضهم صفة "الخبير" في ما تكون تناقشه لخلق إشعاع لهم من فراغ. ويعرف المتتبعون هيمنة ذوي النزعة الدينية على هذه القناة ابتداء من "مرشدها الروحي" يوسف القرضاوي، مرورا بمديرها العام الفلسطيني وضاح خنفر المتعاطف مع "حركة حماس". وقد أثير بحدة قبل أسابيع استقالة مذيعات يعملن بالقناة احتجاجا على فرض سلوكيات خاصة عليهن تهم طريقة لباسهن... لهذا لا تكتفي قناة قطر بالإخبار والرأي والرأي الآخر كما تدعي، بل هي تضع خطا تحريريا أصبح معروفا أساسه معاداة أو على الأقل تجاهل كل ما هو تقدمي ويساري يسعى إلى العدل والمساواة في العالم ضدا على كل أشكال الاستغلال. عودة إلى موضوع الانتخابات، فقد فاز "الحزب الاشتراكي الموحد" في فنزويلا بأغلبية 95 من 164 مقعدا، وحصل اليمين المعارض الذي شارك هذه المرة ولم يقاطع على 64 مقعدا، ومعروف عن تشافيز وحزبه معاداة الامبريالية الجديدة التي تسعى (وكما كانت دائما) إلى استغلال خيرات الشعوب المستضعفة كالنفط وغيره... وتتهم أمريكا في عهد بوش بتنظيم انقلاب ضد تشافيز في فنزويلا الذي بدأ يؤلب الرأي العام في أمريكا الجنوبية ضدها، بل ويسعى لوضع خطط تنموية في القارة اللاثتينة تهدف إلى التنمية اعتمادا على الذات وتعاون دول المنطقة فيما بينها خاصة بعد صعود رموز ذات توجه يساري كما هو عليه الحال مع لولا داسيلفا رئيس البرازيل.. غير أن الانقلاب الذي شارك فيه اليمينيون المعادون حتى لمصلحة بلدهم فشل(الانقلاب) لما تدخل الشارع الشيلي ليحمي رئيسه المنتخب ويرجعه إلى السلطة... منتقدو الرئيس تشافيز يقولون عنه إنه شعبوي يعتمد تهييج العواطف، ومن حسن حظه توفر بلاده على ثروة نفطية تجعل خزينة البلد تملك دولارات إضافية، كما تبقى كذلك خلفيته العسكرية حاضرة في طريقة تدبيره للحكم باعتباره جنرالا متقاعدا، مما يجعل مؤسسة الجيش خلف ظهره وليس أمامه. لكن مستوى تنمية البلد وكيفية توزيع الثروة ورعاية الفقراء يجعله يحصد نتائج إيجابية في كل انتخابات يخوضها، إلا دعوته لمراجعة الدستور قصد حصوله على تفويض شامل هو ما لم ينحج فيه، برفض الشعب ذلك و تصويته بلا في استفتاء 16 فبراير 2009.. وينتظر هوغو تشافيز امتحان الانتخابات الرئاسية في 2012. عداء "الجزيرة" لكل ما هو يساري معروف وليس ما وقع بعد زوال يوم الاثنين 27 شتنبر حول فنزويلا لما ظهرت نتائج الانتخابات سابقة معزولة أو بدون دلالة، فشيوخ النفط يهابون هبّة جماهيرية تحررهم من القيود، لهذا ينفقون الملايير كي لا تصل نسمة وعي إلى سكان الخليج عبر مختلف الوسائل والأدوات والسبل الممكنة، من ذلك تمويل شبكة قنوات تلفزية متعددة الأشكال والألوان بمنهجية موحدة... لا يمكن فيها الحديث عن أي شيء اسمه الاشتراكية وحق الشعوب في اختيار مسؤوليها عبر انتداب لفترة زمنية محدودة... يثابرون على هذا التعتيم ولو كلفهم ذلك كل ثروة شعوبهم.. (*) أثناء الانتخابات وقبلها في تركيا كانت قناة "الجزيرة" تمرر وصلة إشهارية عن تركيا تبرز فيها ألوان حزب "العدالة والتنمية" التركي، مع إيحاءات واضحة لدعم هذا الحزب.