لعل رسالتي إليكم تنبئكم عن ترددي في اقتراف ما أفكر فيه. خرجت منذ شهور من السجن الذي قضيت فيه سنوات طويلة مرت على كلحظات جحيمية، و ليست شهورا أو أياما. كنت متزوجا بامرأة فاتنة أحبها كعاشق بالرغم من مرور خمس سنوات على زواجنا. في أحد الأيام صرحت لي بأن جارنا يطيل النظر إليها فنصحتها بتجنبه تماما ، لكن هذا الأمر أطار النوم من عيني. ثم أخبرتني بعد ذلك أنه قد تجاوز النظر إلى كلمات الغزل و السير وراءها بشكل ضايقها كثيرا. فلم أجد بدا من الذهاب إليه و معاتبته و تحذيره و أنا في شدة الغضب، و كان طبيعيا أن يتطور النقاش إلى مشاجرة تدخل فيها أخوه الذي سقط صريعا في المشاجرة. و حكم على بقضاء فترة العقوبة في جريمة ضرب أفضى إلى موت. لكنى فوجئت بعد عدة أشهر بأن زوجتي قد طلبت الطلاق و حكم لها به. و كم تعذبت من فعلتها هذه و إحساسي بأني فقدت من دخلت السجن بسببها. لكن الطامة الكبرى كانت حينما أخبرتني والدتي في إحدى زياراتها لي بأن طليقتي قد تزوجت .. و ممن ؟ من جارنا هذا الذي قتلت أخيه في المشاجرة. وقع على الخبر كصاعقة أحسست معها بالهوان و المذلة. و كنت أقضى لحظاتي في السجن و أنا أتلذذ بتخيل منظرهما غارقين في دماءهما بضربات سكيني كما استقر الأمر عندي أن افعل بعد خروجي من السجن.. و صممت على ذلك. بعد خروجي من السجن نصحني الكثير من أصدقائي و أهلي أن أنساهما تماما، و كفى ما حدث لي قبل ذلك.. و أنه ليس من العقل أن أعود ثانية لأيام عذاب في عمر واحد لا يعود.. فالحياة تُعاش مرة واحدة فقط. نجحت نصائحهم في تقليل عزيمتي قليلا .. لكنى الآن لا أنام.. و أذرع الطرقات مذهولا .. لجأت إلى الإكثار من الصلوات لكنى للأسف لا أستطيع مقاومة مشاعر انتقام عشتها لحظة بلحظة في السجن. أنا متردد و أخاف العودة للسجن , لكنى لا استطيع إقصاء الخيانة من ناظري و قلبي. ماذا أفعل كي أزيح هذه النيران داخلي فأنا أكاد أجن...