أود أن أدلي برأي الخاص، حول مسألة أخرى تتعلق بموقع الفرد –الإنسان، سواء كان ذا مهمة يشغلها في هيئات التنظيم أو فردا عاديا انخرط في سلك العمل الدعوي. من الطبيعي، أن الفرد المسلم الذي يحمل رسالة ما تكون لديه حصيلة معرفية لا بأس بها؛ ومن هؤلاء من يواصل مسيرة تكوينه الذاتي ثقافيا وفكريا، غير أن البعض –وللأسف الشديد- ينخرط في العمل الإسلامي المنظم بكل تبعاته، لاسيما إذا كان يتقلد مسؤولية وله مهمة في هيئة تنظيمية معينة، يترتب عن ذلك انشغال هذا العضو وتزايد تكاليفه العملية، ويكون ذلك على حساب أوقات يفترض أن تكون خاصة به لأخذ قسط من الراحة كنهاية الأسبوع والعطل الرسمية،.لكن نجد العضو لا يخرج من اجتماع إلا لكي يلتحق بآخر، إضافة إلى ذلك لا مبالاة بأهله وأبنائه، مما يتسبب له بمشاكل عائلية يضمرها في غالب الأحيان وقل ما يصرح بها، ومع مرور الأيام قد لا يجد الوقت لحلها ما دام وقته الثمين تبتلعه التجمعات والاجتماعات.أما إذا كان العضو-الفرد عاطلا أو معطلا، فيكون عرضة لاستنزاف تنظيمي، بدعوى تفرغه، وواقع حالهذه الفئة تحتاج إلى العمل والشغل أولا قبل مباشرة الدعوة والعمل التنظيمي، ولكن نادرا ما ينتبه إلى ذلك، لأن تعامل التنظيم الإسلامي ومواقفه من العضو المنتظم لا يراعي فيها شروطه الاجتماعية والواقع الذي يعيش فيه، ولا ينظر إليه باعتباره إنسانا له احتياجاته الإنسانية المشروعة، وغالبا ما يكون مقياس الرؤية هو الزاوية الأخلاقية المجردة عن الفرد ومحيطه الاجتماعي الذي يحيا فيه.