في أوسع عملية تبادل للجواسيس بين الولاياتالمتحدةوروسيا في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، كان مطار فيينا أمس مسرحا لتبادل عشرة عملاء روس طردوا من الولاياتالمتحدة مقابل أربعة روس قدموا من موسكو كان ثلاثة منهم أدينوا بالتجسس لمصلحة دول غربية. ومن فيينا، غادر الجواسيس الروس قاصدين روسيا، فيما غادر باتجاه نيويورك الروس الأربعة الذين عفا عنهم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف . وهذا أول تبادل جواسيس منذ نهاية الحرب البادرة في 1989 1990. وكان المحللون يتخوفون من أن تؤدي هذه التطورات إلى توتير العلاقات الأميركية الروسية بعدما شهدت تحسنا ملحوظا في الفترة الأخيرة. وكانت عمليات تبادل الجواسيس دارجة أيام الحرب الباردة خصوصا على جسر غلينيكي الذي يربط برلينالغربية بألمانيا الشرقية . وكانت محكمة نيويورك أصدرت حكماً بترحيل " الجواسيس الروس "، الذين اعترفوا جزئيا في الثامن من يوليوز الجاري بأنهم كانوا عملاء غير مسجلين لدولة أجنبية. ومقابل هذا الاعتراف، رفعت المحكمة عنهم تهمة غسيل الأموال ومنعتهم من دخول الأراضي الأميركية مجددا. وفي فصل شبيه بما كان يجري إبان الحرب الباردة جرى التبادل في مدرج مطار فيينا. وحطت طائرة أميركية قادمة من نيويورك إلى جانب طائرة روسية حكومية وصلت قبل ذلك. وبحسب شهود، فقد نقل العملاء إلى طائرة أخرى بحافلة صغيرة زجاجها داكن لا يتيح رؤية من بالداخل . وأقلعت الطائرة الروسية التابعة لوزارة الحالات الطارئة من مطار فيينا باتجاه موسكو وعلى متنها العملاء الروس العشرة الذين طردتهم واشنطن ليل الخميس الجمعة. وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة أنباء "نوفوستي" أن الطائرة وصلت إلى مطار موسكو. وبعد ربع ساعة، أقلعت الطائرة الأميركية باتجاه نيويورك وعلى متنها الروس الأربعة الذين قدموا من موسكو. وأعلنت وزارة العدل الأميركية أن عملية تبادل الجواسيس تمت بنجاح. وقال الناطق باسم وزارة العدل دين بويد في بيان أن الولاياتالمتحدة أنجزت بنجاح نقل العملاء الروس العشرة الذين أوقفوا في 27 يونيو الماضي، وأن روسيا أطلقت سراح أربعة أشخاص كانوا مسجونين في روسيا. وأوضحت أن عملية التبادل حصلت في فيينا. وأعلنت القاضية كيمبا وود أول من أمس ، في المحكمة الفدرالية بنيويورك التي مثل أمامها الجواسيس العشرة الذين عملوا لسنوات للاستخبارات الخارجية الروسية، أنه تقرر "طردهم على الفور من الولاياتالمتحدة " بعد أن اقروا بذنبهم. أضافت " لقد وافقوا على أنهم لن يحاولوا العودة أبدا " إلى الولاياتالمتحدة . وبين هؤلاء آن شابمان التي أثارت صورها الخاصة وتفاصيل حياتها الجنسية وسائل الإعلام. وصرحت أمها لموقع " لايفنيوز دوت رو "، إنها في انتظار ابنتها. وقالت ايرينا كوتشنكو " آمل أن أتمكن قريبا من لقاء ابنتي وتقبيلها " مضيفة أن " آنا لم تفعل شرا ورغم ما جرى وكل ما قيل ستكون قريبا إلى جانبنا ". وفي موازاة ذلك، وقع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف على مرسوم عفو على ايغور سوتياغين ، والكسندر زابوروجسكي ، وغينادي فاسيلينكو ، وسيرغي سكريبال ، الذين أدين ثلاثة منهم بالعمل لمصلحة بلدان غربية. وكان الأربعة وجهوا طلب عفو إلى الرئيس الروسي . وبحسب مسؤول روسي فإن ما جعل عملية التبادل "ممكنة هي الروح الجديدة التي تطبع العلاقات الروسية الأميركية والمستوى العالي من التفاهم الثنائي والثقة بين رئيسي البلدين التي لن يتمكن أحد من تدميرها ". وفي وقت سابق أمس، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنه سيتم ترحيل الروس العشرة المتهمين بالتجسس. وأفادت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أن الوزارة أصدرت بياناً أوضحت فيه أنه تم التوصل إلى اتفاق بين جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بشأن تبادل الجواسيس وذلك في إطار تحسين العلاقات الروسية الأميركية بشكل عام.