أعلنت السلطات الأمريكية، أول أمس الاثنين، عن حملة اعتقالات طالت أحد عشر شخصا متهمين بالتجسس لحساب روسيا، مشيرة إلى أن جهاز الاستخبارات الروسى «الكي جي بي «دربهم وكلفهم ب«اختراق الأوساط السياسية الأمريكية» من أجل «الحصول على معلومات» وأوضحت السلطات الأمريكية أن كشف هذه الشبكة الذي يذكرها بحقبة الحرب الباردة، جاء عقب تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بى آى) على مدى عشر سنوات. من جانبها، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية على صدر صفحتها الأولى, أمس الثلاثاء، عن تفاصيل التحقيقات السرية التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي على مدار السبعة أعوام المنصرمة لفك اللغز الذي اكتنف وجود شبكة تجسس روسية تعمل بشكل خفي في عدد من الولايات مثل بوسطن وفيرجينيا، وبعض المناطق الأخرى. وذكرت «نيويورك تايمز» أن مجموعة الأشخاص (11 شخصاً) الذين ألقي القبض عليهم بتهمة التجسس لحساب الاتحاد الروسي عاشوا لأكثر من عشرة أعوام في المدن والضواحي الأمريكية من سياتل وحتى نيويورك، وبدوا كما لو أنهم أشخاص عاديون يمتهنون وظائف عادية، ويتصادقون مع الجيران ويتحدثون عن مدارس أبنائهم، ويعتذرون عن الضوضاء والمشاكل التي يسببها المراهقون. ولكن مكتب التحقيقات كشف حقيقتهم عندما وجد أن «العملاء الروس» يحملون هويات مزورة ويعيشون متخفين أملا في إكمال مشروع هدفه اختراق ما أسمته إحدى الرسائل المشفرة «دوائر صنع السياسة» الأمريكية. وكشفت مستندات التحقيق الجاري منذ سبعة أعوام ما وصفته السلطات «بالبرنامج غير القانوني»، أن جهود الاتحاد الروسي طويلة المدى كانت ترمي إلى زرع جواسيس في الولاياتالمتحدةالأمريكية لجمع المعلومات ولتجنيد المزيد من العملاء. وقالت الصحيفة الأمريكية إن العملاء المزعومين كانوا يجمعون معلومات عن الأسلحة النووية، وحول السياسة الأمريكية تجاه إيران، وقيادة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السي آي إيه، وسياسات الكونجرس، والعديد من الموضوعات الأخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن الجواسيس الروس كانوا على علاقة مع مسؤول أمريكي سابق في الأمن القومي وباحث في الأسلحة النووية. ومع ذلك، لم يتهمهم الإدعاء الأمريكي بتهم التجسس، وليس واضحاً كم المعلومات التي تمكن هؤلاء من جمعها من الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن عملية الاعتقال هذه تلت زيارة الرئيس الروسي، ديميتري ميدفيديف إلى الولاياتالمتحدة لمقابلة نظيره الأمريكي، باراك أوباما. من جانب آخر، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، أن المعلومات حول تفكيك شبكة تجسس واسعة يشتبه في أنها تعمل لحساب روسيا في الولاياتالمتحدة «متناقضة». وقال الناطق باسم الخارجية الروسية ايجور لياكين-فرولوف «نحن ندرس المعلومات» مضيفا «هناك الكثير من التناقضات» دون إعطاء مزيد من التوضيحات.