أظهرت إحصاءات رسمية أن تركيا ربما تكابد في مسعاها الذي بدأته قبل عقود للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلا أن الأتراك لا يزالون يشكلون احد اكبر مجموعات المواطنين الجدد في دول الاتحاد الأوروبي . ووفق ما أوردته وكالة " رويترز " للأنباء ، قالت منظمة الإحصاء الأوروبية " يوروستات " إن 50 ألف تركي أصبحوا مواطنين أوروبيين في 2008 - وهو أحدث عام متاح بيانات بشأنه - بانخفاض طفيف من 55100 تركي حصلوا في 2007 على جنسيات دول الاتحاد الأوروبي . وتصدر المغاربة القائمة بحصول 64 ألفا على جنسيات دول الاتحاد الأوروبي في 2008 . وتبرز الإحصاءات كيف أن دول الاتحاد الأوروبي ما زالت وجهة مفضلة للمهاجرين ومدى حرص العديد منهم وخصوصا من تركيا وشمال إفريقيا وأميركا اللاتينية على البقاء فترة كافية حتى يصبحوا مواطنين في دول الاتحاد الأوروبي . وإجمالا أصبح 696 ألف شخص مواطنين جدد في دول الاتحاد الأوروبي في 2008 بانخفاض طفيف من 707 آلاف أدوا قسم المواطنة في 2007 . وأرسلت تركيا - التي بدأت محادثات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قبل خمس سنوات - ملايين الأشخاص للعيش والعمل في الاتحاد الأوروبي منذ ستينات القرن الماضي وبشكل رئيسي إلى ألمانيا وأصبح هؤلاء المهاجرون وذريتهم الآن مواطنين أوروبيين. وكشفت يوروستات أيضا عن بيانات بشأن دول الاتحاد الأوروبي التي منحت جنسيتها لأكبر عدد من المهاجرين وهو مؤشر إلى استعداد هذه الدول لاستقبال مهاجرين جدد. وكانت بريطانيا -التي وضعت هذا الأسبوع سقفا لعدد المهاجرين من أصحاب الحرف المهرة من غير الأوروبيين المسموح لهم بدخول البلاد- بين أكثر الدول سخاء في منح الجنسية إذ أصبح 129 ألفا مواطنين بريطانيين جددا ومواطنين أوروبيين في 2008 . وكان المهاجرون من الهند وباكستان والعراق هم الأكثر حظا في الحصول على الجنسية البريطانية . ومنحت فرنسا- التي أصرت على مدار تاريخها على الدمج الثقافي للمهاجرين الجدد - الجنسية لعدد من الأشخاص في 2008 فاق أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي وبلغ عددهم 137 ألف شخص أغلبهم من المغرب والجزائر وتركيا. وكشفت إحصاءات منح الجنسية لأشخاص من أفغانستان والعراق عن بعض التغيير في التوجهات الذي بدأ يحدث منذ الحربين اللتين بدأتا في 2001 و2003 على الترتيب. وفي 2003 حصل ما يزيد قليلا عن ثمانية آلاف أفغاني على جنسية الاتحاد الأوروبي وهو رقم ارتفع إلى أكثر من 10 آلاف بحلول 2008 . وبالنسبة للعراقيين حصل نحو 12 ألفا على جنسية الاتحاد الأوروبي في 2003 وهو رقم ارتفع بشكل كبير إلى أكثر من 20 ألفا في 2008 .