بالإضافة إلى المعاناة النفسية والمادية التي يعاني منها موظفو وموظفات بريد المغرب في مختلف الوكالات والشبابيك المنتشرة عبر التراب الوطني، أضيف لذلك "الخوف والهلع"، الذي بات يسيطر على العديد من الموظفات والموظفين، إثر عملية سطو "خفيفة" و"نظيفة" تعرضت لها موظفة بإحدى الوكالات الرئيسية بمدينة كبيرة صباح يوم 9-6-2010، حيث راقبها لص محترف وترصد كافة خطواتها مما جعله يظفر بحقيبتها الخاصة من داخل مكتبها. الموظفة، وفي إطار عملها الذي يتطلب التنقل من مصلحة إلى أخرى، كانت غادرت مكتبها بعد أن أغلقت الباب ولم تتغيب أكثر من ثلاث دقائق كانت كافية ليقتحم اللص مكتبها الذي تعج بابه عادة بالزبائن وفي أقل من دقيقة ونصف كان قد سطى على حقيبتها الخاصة التي كانت تحتوي على كافة أغراضها. الموظفة صدمت وأصيبت بحالة من الهلع والفزع جراء الحادث الذي تعرضت له في واضحة النهار، أما الإدارة فقد إلتزمت الصمت ولم تحرك ساكن يذكر. ولا يعتقد المرء أن الإدارة كانت ستصمت لو أن اللص سطى على أموالها، فلاشك أنها كانت ستبادر إلى تحميل المسئولية للموظفة وإنزال أشد العقاب بها، أما حينما اكتفى اللص بسرقة أموال الموظفة الشخصية وحاجياتها، فإن إدارة البريد بنك لم يعنيها هذا الأمر إطلاقا. على جانب آخر يقضي موظفو وموظفات البريد (خاصة أصحاب الضمائر منهم) يومهم العملي على أعصابهم جراء الأعطاب المتكررة التي تحدث بالنظام المعلوماتي، خاصة حينما يعجز الموظفون عن تقديم إجابات مقنعة للمتعاملين. هذه الأمور تحدث في ظل "الأغاني والأناشيد" التي باتت تترد وتتلى وتذاع وتنشر بعد أن تحول بريد المغرب إلى بنك! لكن كل الخدمات مازالت متردية ومتعثرة ومتخلفة، والضحية هو المتعامل/ المواطن، والكبش هو الموظف الذي تلقى عليه كافة المصائب دون تكون له يد في الخلل الذي يحصل باستمرار في النظام المعلوماتي، وذاك موضوع آخر. -- عبد النبي الشراط رئيس تحرير جريدة الوطن تلفون مكتب: 00212537722454 جوال: 00212673420256