اعتبرت صحيفة " الاندبندنت " البريطانية أمس أن أنقرة في ظل قيادة رجب طيب أردوغان أصبحت تلعب دورا قياديا كبيرا لم تحظ به تركيا منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية ، في ما حمّلت واشنطن الاتحاد الأوروبي مسؤولية التغيير الطارئ على السيادة الخارجية التركية . وأكد مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط أن طريقة معالجة أردوغان لأزمة قطاع غزة جعله في بؤرة الاهتمام الإعلامي كما وضع تركيا في قلب المشهد السياسي الإقليمي ناقلا عن بعض المواطنين العرب والمسلمين وصفهم لأردوغان ب " خليفة المسلمين " . وأشار إلى أن أخبار القيادة التركية أصبحت متصدرة لعناوين الصحف والتلفزيون في كافة أقطار المشرق العربي مؤكدا أن مجزرة " أسطول الحرية " أحدثت تغييرا جوهريا في ميزان القوى بالشرق الأوسط أكبر من التحوير الذي أحدثه سقوط الاتحاد السوفياتي . وذكر أن الدور الشخصي الذي اضطلع به أردوغان سيكون له تداعيات مستمرة في المنطقة العربية واستدل على تنامي شعبية أردوغان في لبنان بالقول إن آلاف الأشخاص شاركوا في تجمع ببيروت ورفعوا الأعلام التركية وتوابيت فارغة ملفوفة بالأعلام الحمراء. وشدّد على أن المتظاهرين استخدموا عبارات لا يتم استعمالها إلا للإشادة بزعيم " حزب اللّه اللبناني" حسن نصر اللّه من ذلك مثلا: " يا اللّه يا اللّه احفظ أردوغان " . وتساءل عن الطريقة التي سيعزز بها أردوغان الجهود القيادية التركية ويحوّل إخفاق إسرائيل في معالجة أزمة غزة لصالحه لا سيما وأنه معروف عنه قدرته على تحويل أخطاء الآخرين لنقاط لصالحه. ونقلت الصحيفة عن مواطنين في العالم العربي والإسلامي تأكيدهم أن رئيس الوزراء التركي يستخدم أساليب متحضرة للقيام بما هو في صالح أمته دون المساومة على القيم الإسلامية . ونسبت لرئيس المركز اللبناني للدراسات السياسية أسامة صفا اعتقاده بأنه من السابق لأوانه التسليم بأن أردوغان عوض زعماء مثل نصر اللّه مشيرا إلى أنه أردوغان استطاع أن يحل محل زعماء الدول العربية المعتدلة . من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إن الموقف الأوروبي من تركيا جعل الأخيرة تركز في سياستها الخارجية على دول الجوار والدول الآسيوية بدلا من التركيز على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي . وأشار غيتس إلى أن العلاقة البناءة التي كانت تربط بين تركيا وإسرائيل حتى فترة قريبة قد لعبت دورا إيجابيا في استقرار منطقة الشرق الأوسط معربا عن أمله في نجاح الطرفين في استعادة العلاقة مستقبلا. وذكر أن معارضة بعض الدول الأوروبية منح العضوية الكاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي دفع بها إلى التوجه شرقا ، داعيا حلفاء واشنطن في القارة العجوز إلى التفكير مليا بما تشهده تركيا من تطورات وتغييرات وإلى التفكير في الأدوات والآليات القادرة على جعل تركيا تقوي علاقاتها بالغرب وترى فيه مجال نفوذها .