خرجت جماعة العدل والإحسان فائزة في المسيرة الشعبية الضخمة التي نظمتها فعاليات سياسية وجمعوية مغربية الأحد الماضي، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية، والذي أدى إلى استشهاد العديد من الناشطين الأتراك، وأدى إلى صعود شعبية الدولة التركية العلمانية في أوساط الرأي العام العربي والإسلامي. وترتبط أسباب هذا الفوز، بعدة معطيات، ومنها أن أغلب المشاركين المغاربة، كانوا من جماعة العدل والإحسان، مقابل مشاركة عضو واحد فقط من خارج الجماعة، وهو نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية، وشارك بصفة شخصية. وما يزيد من شعبية الجماعة في المسيرة الأخيرة، أنها تفوقت في تمثيل المغاربة في أسطول الحرية على جميع الأحزاب السياسية، بما فيها حزب العدالة والتنمية، والذي يملك من الإمكانات المادية الضخمة التي تفوق إمكانيات الجماعة، كما أن أغلب قيادييه في الأمانة العامة يقطنون في فيلات بالرباط وسلا والضواحي، ومع ذلك، كانت مشاركة العدل والإحسان المحظورة، أكبر من حزب العدالة والتنمية ومن باقي الأحزاب السياسية، الحكومية أو الأحزاب التي توجد في المعارضة. وبخلاف مواقف الأحزاب السياسية، فقد قامت جماعة العدل والإحسان بتنظيم وقفات احتجاجية الجمعة الماضي، مباشرة بعد أداء صلاة الجمعة في العديد من المدن المغربية، وهو ما فاجأ المصلين الذي انخرط بعضهم في المشاركة العفوية في هذه الوقفات الاحتجاجية والمنددة بغطرسة الكيان الإسرائيلي ضد أسطول الحرية. واضطرت جريدة الصحراء المغربية، المقربة من السلطة، لأن تنشر عناوين نارية من أجل كسب تأييد القارئ والظفر ببعض الشعبية التي ظفرت بها جماعة عبد السلام ياسين، حيث نشرت الجريدة عنوانا عريضا في غلاف عددها ليوم الاثنين يشير إلى أن آلاف المغاربة يخرجون في مسيرة حاشدة تنديدا بالهمجية الصهيونية، وأشارت تغطية الجريدة إلى أن "آلاف المواطنين، حولوا ساحة البريد قرب مقر البرلمان، إلى محكمة شعبية لإدانة إسرائيل على مهاجمتها أسطول الحرية، فجر الاثنين الماضي في عرض سواحل غزة المحاصرة"، وأضافت أن المسيرة "التي تجندت لها السلطات المحلية لضبط الأمن العمومي، نجحت في توحيد اليساريين، والإسلاميين، والمعتدلين، والمثقفين، والرياضيين، واتضح ذلك بعناق حار بين إدريس لشكر، القيادي الاتحادي، وفتح الله أرسلان، القيادي بجماعة العدل والإحسان المحظورة".