نصرة غزة توحد المغاربة حج المشاركون في الوقفة التي دعت إليها كل من مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والمبادرة المغربية للدعم والنصرة إلى ساحة البريد بالرباط ابتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء، حاملين صور المغاربة المشاركين في «أسطول الحرية». وعلى امتداد ساعتين من الزمن، لم تتوقف حناجر الآلاف من المتظاهرين عن ترديد شعارات تندد بإسرائيل، واصفين إياها ب»عدوة الشعوب»، محيين في المقابل جميع المشاركين في القافلة، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي. عبد الحميد أمين، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق، دعا خلال الوقفة إلى مقاطعة كل أنشطة السفارة الأمريكية، وطالب الحكام العرب، في تصريح ل»أخبار اليوم»، إلى تحمل مسؤولياتهم واتخاذ موقف واضح ضد الإمبريالية الأمريكية، «لأنها أصل الداء». موقف تركيا من القضية الفلسطينية انتزع الإعجاب والتنويه من المشاركين في الوقفة من مختلف الأطياف التي حضرت للاحتجاج على الاعتداء الإسرائيلي، إذ نوهوا بموقف تركيا مرددين «تحية نضالية لتركيا الأبية»، حاملين الأعلام التركية. أما خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، فقال ل»أخبار اليوم»: «اليوم بلغ الإرهاب الصهيوني ذروته، فهو عدوان على المجتمع الدولي وليس فقط على الشعب الفلسطيني». وأضاف: «العدوان كان بشعا وجريمة مشهودة ضد الإنسانية، ويجب ملاحقة الإرهابيين الصهاينة أمام المحكمة الجنائية الدولية». القضية الفلسطينية استطاعت مرة أخرى أن توحد الشارع المغربي بكل أطيافه من اليساريين إلى الإسلاميين وحتى العلمانيين، الكل كان وافقا وقفة رجل واحد للاحتجاج على هذا العدوان الإسرائيلي، فأغلب المشاركين الذين تناوبوا على الحديث في المهرجان الخطابي من عبد المجيد بوزبع، رئيس الحزب الاشتراكي، ومصطفى الحمداوي، حركة التوحيد والإصلاح، وعبد الحميد أمين، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعبد القادر العلمي، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أجمعوا على أن هذا الاعتداء هو فصل جديد من فصول «الإجرام الصهيوني». يا حكام الهزيمة عطيو الشعب الكلمة» شعار تفاعلت معه الجماهير بقوة، وهو ما سايره لحسن الداودي، عضو المكتب السياسي لحزب العدالة والتنمية، عندما دعا الحكام العرب، في تصريح ل»أخبار اليوم»، إلى الاستماع إلى شعوبهم. من جهتها، طالبت مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، في الكلمة التي ألقاها أحمد واحيمان، الحكومة المغربية بتحمل مسؤوليتها الكاملة في حماية المناضلين المغاربة الموجودين على متن سفن قافلة الحرية. كما دعا السفياني، من جانبه، كافة فئات الشعب المغربي إلى المشاركة بشكل مكثف في المسيرة الشعبية التي ستنظم الأحد المقبل بالرباط انطلاقا من ساحة باب الأحد، تضامنا مع شهداء قافلة الحرية، ودعما ونصرة للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة. من جانبه، قال فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان التي دعت بدورها إلى المشاركة في مسيرة الأحد، إن «هذه المجزرة أعطت دليلا على أن هذه العصابة الصهيونية لا تفهم إلا لغة العنف ولغة الدماء». وأضاف أرسلان، الذي أعلنت جماعته عن وجود ثلاثة من أعضائها في قافلة الحرية التي كانت متجهة إلى غزة: «ما وقع أكبر من أن تخفيه عبارات التزوير والنفاق والكذب.» توعدوا إسرائيل بالانتقام على يد كتائب القسام وبالدارالبيضاء، تعالت حناجر مئات المتظاهرين بساحة محمد الخامس، مساء أول أمس، متمنية الموت لإسرائيل وحليفتها أمريكا. وردد المشاركون شعارات غاضبة، في الوقفة التي دعت إليها حركة التوحيد والإصلاح والمبادرة المغربية للدعم والنصرة ومجموعة من هيئات المجتمع المدني، كما استعملت فيها مكبرات الصوت. واتشح المشاركون في الوقفة بالكوفيات والأعلام الفلسطينية والتركية، احتجاجا على القصف الإسرائيلي للمشاركين في قافلة الحرية لفك الحصار المضروب على غزة. واعتبر عبد الجليل الياسني، مسؤول حركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط، أن الدعوة إلى الوقفة الاحتجاجية، التي أقيمت بجانب نافورة الحمام أمام مقر ولاية الدارالبيضاء، هي «أقل ما يمكن أن يقدم لأسطول الحرية مساندة وتضامنا مع الشهداء والمعتقلين الذين أدوا عملا مشرفا ونبيلا عن الأمة وعن حكامها، الذين لم يستطيعوا للأسف أن يفكوا الحصار عن غزة المحاصرة». وأشار الياسني إلى أن الوقفة الاحتجاجية هي «بداية الغيث دفاعا عن أهلنا في غزة وتضامنا مع كل القوى الإنسانية التي تتحرك لرفع الحصار عنها، وإعطاء الحق لأهله ليدافعوا عن كرامتهم وأرضهم وبلدهم في ظل الاحتلال الصهيوني الغاشم الذي يتأكد اليوم أنه لا حدود لهمجيته ولا رادع له حتى أمريكا». وهتف المشاركون بشعارات من قبيل «الموت، الموت لإسرائيل»، «الانتقام، الانتقام يا كتائب القسام»، «يكفينا، يكفينا من الحروب، أمريكا أمريكا عدوة الشعوب». وفي كلمة مؤثرة حصدت تصفيقات الجمهور الغفير المشارك في الوقفة، قال المحامي مصطفى الرميد، رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية، إنه «يوم الغضب حينما نرى الصهاينة يوغلون قتلا وسفكا لدماء الأبرياء الأبرار وفي أجسادهم تمزيقا، ونعتبر أن هذا اليوم المشهود هو يوم الغضب ونحن نرى غزة جريحة ومحاصرة، ونوجه التحية إلى دولة تركيا وإلى شعب تركيا وإلى حزب العدالة والتنمية في تركيا الذي رفع راية النضال والتضامن، في وقت تخلى فيه العرب والمسلمون عن واجب النضال والجهاد إلى جانب فلسطين والتضامن مع غزة الجريحة.» وعبر الرميد عن إحساسه بالفخر بشهداء أسطول الحرية الذين واجهوا بنادق الغدر الإسرائيلية بصدور عارية، منتقدا الحكام العرب والرئيس المصري حسني مبارك على وجه الخصوص ووصفه ب»المجرم»، مشيرا إلى أن «الدول العربية بعضها ساكت وبعضها متواطئ مع الكيان الصهويني بشكل صريح». وروى الرميد قصة زيارته لغزة رفقة وفد من البرلمانيين المغاربة وقيامه بجولة ليلية مع عناصر من كتائب القسام الذين يحرسون الحدود ليلا وهم مستعدون للموت في أية لحظة، وأضاف: «دم الشهداء لن يذهب هدرا بوجود مجاهدين أبرار لم يتخلوا عن بنادقهم ومستعدين للشهادة، إن الأمة ستحيى بهؤلاء ولن تطأطئ رأسها للكيان الصهيوني أبدا.» ووجه الرميد انتقادا مبطنا إلى المهرجانات التي تنظم في المدن المغربية، مشيرا إلى أن هذه المهرجانات «ليست بريئة»، وقد تهتم بكل شيء إلا القضية الفلسطينية. وقالت ندى العسري، وهي طفلة لم يتجاوز عمرها 9 سنوات كانت تحمل ورقة كتب عليها «بالروح بدم نفديك يا غزة، إسرائل مجرمة حرب»، إنها شعرت وأصدقاءها في مدرسة «طيبة»، حيث يدرسون، بالحزن على مهاجمة الجيش الإسرائيلي لأسطول السلام الذي كان يعتزم التوجه إلى غزة. وأعربت هذه الطفلة عن أملها في أن تفتح الدول العربية الحدود ليتمكن المتطوعون للجهاد من الذهاب إلى غزة ومناصرة إخوانهم الفلسطينيين.
هدير الآلاف باسم غزةبوجدة مباشرة بعد عصر أول أمس الاثنين، خرج آلاف المغاربة بوجدة، جلهم من المنتمين إلى جماعة العدل والإحسان، نساء ورجالا وأطفالا، حاملين أعلاما فلسطينية وصور أعضاء الجماعة المشاركين في أسطول الحرية، قبل أن يتوقفوا بساحة 16 غشت، أمام قصر البلدية، وهم يرددون شعارات من قبيل: «من وجدة تحية لغزة الأبية»، «الشعوب في الساحة والجيوش مرتاحة»، و»صالح ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح»، و»لطفي ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح». وارتجل محمد العبادي، عضو مجلس إرشاد الجماعة، كلمة وسط الجموع الغاضبة، قال فيها إن الصهاينة لا ذمة ولا عهد لهم، وإن هذه المجزرة ستكون الفرقان والفيصل بين الحق والباطل وهي بداية نهاية دولة إسرائيل من الوجود، وندد بشدة بما أسماه «التخاذل والصمت الرسمي للدولة المغربية رغم وجود مواطنين مغاربة في أسطول الحرية»، مستطردا أنه «لا خير يرجى من الحكام العرب النائمين في سبات عميق، بل والمتآمرين على أبناء شعبنا في فلسطين الجريحة»، معتبرا أن مدينة وجدة كان لها شرف مشاركة أحد أبنائها في أسطول الحرية، الذي أسماه أسطول التحرير، وهو المهندس حساني لطفي، أحد قياديي جماعة العدل والإحسان بالمنطقة الشرقية. وانتهت التظاهرة بقراءة الفاتحة والترحم على أرواح الشهداء. وقد شهدت كذلك كل من بوعرفة وزايو وتاوريرت وقفات حاشدة عقب صلاة المغرب تنديدا بالمجزرة الصهيونية الرهيبة في حق أسطول الحرية، التي أودت بحياة حوالي 18 شخصا، وخلفت العشرات من الجرحى، وعرفت تنديدا واسعا عبر العالم. تحية لإدمون عمران ودعوة إلى إبعاد أزولاي وبمدينة بفاس، هاجمت الوقفة التضامنية مع ضحايا القصف الإسرائيلي لقافلة الحرية، التي دعا إليها حزب العدالة والتنمية ومنظماته الموازية بجهة فاس، وهي حركة التوحيد والإصلاح والاتحاد الوطني للشغل ومنظمة التجديد الطلابي، الحكومة المغربية بسبب استقبال تسيبي ليفني وشلومو بن عامي وغيرهم بمدينة طنجة من قبل معهد أماديوس في منتدى ميداييس، واعتبرت أن «ذلك كان طعنة للشعب الفلسطيني، أيا كانت الذرائع وتحت أية لافتة يختفي خلفها المطبعون الرسميون وغير الرسميين مع الكيان الغاصب»، متسائلين عن «الطريقة والترتيبات الدبلوماسية التي مكنت من أسماهم بمجرمي الحرب الصهاينة من الدخول إلى أرض المغرب»، منبهين وزارة الخارجية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة حيال تسليم الإسرائيليين «فيزا» الدخول إلى المغرب. وهاجمت شعارات غاضبة لأنصار حزب العدالة والتنمية وأعضاء تنظيماته أندري أزولاي، مطالبة ب»إبعاده خارج باب القرار المغربي»، فيما أشاد الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، سعيد بن حميدة، الذي كان يتحدث في وقفة مساء أول أمس بساحة الجباري قبالة مسجد الإمام مالك، ب»المواقف الشجاعة لإدمون عمران المالح، الصحفي والكاتب والمفكر اليهودي المغربي، الذي لا يزال يتشبث بموقفه القائل: لن أزور القدس حتى تتحرر من أيدي الصهاينة». وفي ختام هذه الوقفة، التي وصفت بالتضامنية والثائرة في وجه الصمت الرهيب للمنتظم الدولي وتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية، تمت تلاوة البيان الختامي الذي أدان الحصار المفروض على غزة وباقي أراضي فلسطين، كما دعا الشعب المغربي إلى مضاعفة أساليب التضامن مع إخوانهم في فلسطين وإلى إصدار فتوى تحرم دخول الإسرائيليين والبضائع الأمريكية والصهيونية إلى البلدان العربية والإسلامية.