دعا خالد الطرابلسي، رئيس المرصد المغربي لحقوق الناخب، إلى إجراء انتخابات سابقة لأوانها في المغرب، مشيرا إلى أن السلبيات التي عرفتها الانتخابات الأخيرة، والعزوف وضعف المشاركة اللذين طبعاها، واستعمال المال لشراء الأصوات، والحياد السلبي للسلطة أمام مظاهر الفساد الانتخابي، أفرغ هذه الانتخابات من محتواها . وقال الطرابلسي، الذي كان يتحدث مساء الثلاثاء الماضي في الرباط خلال الإعلان عن إنشاء " المرصد المغربي لحقوق الناخب " : " نطالب من هذا المنبر بإجراء انتخابات برلمانية وبلدية سابقة لأوانها، حتى لا نترك المغاربة في قاعة الانتظار سنوات أخرى ، ونفوت على المغرب فرص النمو والإصلاحات التي ستمكنه من أن يكون جاهزا للتعامل مع الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الأوروبي " . وأضاف الطرابلسي: " إن تجربة الانتخابات التشريعية خلال عام 2007 ، والانتخابات البلدية العام الماضي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إفراغ المؤسسات من جوهرها ومن الروح التي ينبغي أن تسكنها لا يقل خطورة عن عدم إنشائها أصلا " . وأشار الطرابلسي إلى أن المتتبع للعملية الانتخابية يلاحظ أنها تطورت بخطوات ملحوظة منذ الاستقلال، لكن الكثير من مظاهر الضعف والخلل ما زالت تشوبها على مستوى العزوف الانتخابي، وتنقل البرلمانيين بين الأحزاب، وضعف المشاركة السياسية، وضعف مشاركة الفئات الشبابية في الاستحقاقات الوطنية . وكذلك شراء الذمم، واستعمال المال والنفوذ والسلطة والجاه، والمحسوبية والزبونية والحزبية الضيقة، والحياد السلبي للسلطة، وتزوير إرادة الناخب، وضعف النسب المخصصة للتمثيلية النسائية في المؤسسات والهياكل المنتخبة، والتفريخ السياسي والبلقنة، وغياب الكفاءات العلمية والشرف الأخلاقي والاستقامة والنزاهة المفروضة في المترشحين لكل الدرجات والمناصب والتمثيليات. وأيضا في الأدوار الجامدة والمتخاذلة لعدد من الأحزاب والنقابات والجمعيات والفاعلين الاجتماعيين والإعلاميين والثقافيين والتربويين، وضعف القدرة على تحمل المسؤولية السياسية وعلى الاستعداد للمساءلة سواء بالنسبة للأغلبية أو المعارضة .