اتهم المرصد المغربي للدفاع عن حقوق الناخب عددا من الأحزاب والمركزيات النقابية والجمعيات، دون أن يذكرها بالاسم، ب«المساهمة، بشكل مباشر وغير مباشر، في إفساد العملية الانتخابية على مستوى التدبير واختيار المرشحين واتخاذ المواقف المناسبة إزاءهم على سبيل التقييم والمحاسبة والنقد الذاتي». وطالب رئيس المرصد، خالد الطرابلسي، ب«إجراء انتخابات برلمانية وجماعية سابقة لأوانها حتى لا يسجن الشعب المغربي في قاعة الانتظار سنوات أخرى من الضياع»، على حد قوله، بالنظر إلى الاختلالات التي شابت الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، ولاسيما التشريعية في 2007 والجماعية في 2009. وأكد الطرابلسي، الذي كان يتحدث في لقاء تواصلي عقد أول أمس الأربعاء بالرباط، أن العملية الانتخابية في المغرب تعرف عددا من الاختلالات التي تنقص من مصداقيتها من قبيل «العزوف الانتخابي، ولاسيما في صفوف الشباب، شراء الذمم، استعمال المال والنفوذ والسلطة والجاه، المحسوبية والزبونية، الحياد السلبي للسلطة، تزوير إرادة الناخب، التفريخ السياسي والبلقنة، غياب الكفاءات العلمية والشرف الأخلاقي والاستقامة والنزاهة المفروضة في المترشحين لكل الدرجات والمناصب والتمثيليات، ضعف القدرة على تحمل المسؤولية السياسية وعلى الاستعداد للمساءلة، أغلبية ومعارضة». واعتبر المرصد، في أول نشاط له منذ تأسيسه في أكتوبر الماضي، التشريعات الوطنية ذات الصلة بالعملية الانتخابية «لا تزال تعرف مواضع ضعف كبيرة على مستوى نمط الاقتراع والدوائر الانتخابية والتقطيع الانتخابي وشكل الإدلاء بالصوت ولجان المراقبة وفرز الأصوات ودور السلطات المحلية والنيابة العامة واللجنة الوطنية للانتخابات». وحدد المرصد أهدافه أساسا في «الدفاع عن حقوق الناخب وتتبع عمل الهيئات المنتخبة، وحث المواطنين على ممارسة حقوقهم الانتخابية من تسجيل وتصويت وانتخاب، وكذلك دعم وتعزيز أواصر التعاون والتضامن بين مختلف الفعاليات السياسية والجمعوية والحقوقية والجماعية داخل الوطن وعلى المستوى الدولي في إطار أهداف المرصد، والمساهمة في دراسة تطوير الأنظمة الانتخابية لملاءمتها مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ببلادنا، والعمل على توعية الناخبين والمنتخبين بحقوق وواجبات كل طرف، مع نشر ثقافة حقوق الناخب والتربية على المواطنة والديمقراطية، بالإضافة إلى إصدار تقارير تقييمية عن وضعية الهيئات المنتخبة. ويعتزم المرصد إصدار مرجع توجيهي لحقوق الناخب وإطلاق حملات تحسيسية في إطار مبادرة وطنية للتحفيز على المشاركة في العملية الانتخابية تحت شعار «صوتي.. مستقلبي»، وذلك على أربع مراحل: اليقظة والتعبئة والمشاركة ثم التقييم، بالموازاة مع «تشكيل فرق عمل متخصصة لتتبع ورصد عمل الهيئات المنتخبة كالبرلمان والمجالس الجهوية والمجالس الجماعية والغرف المهنية».