لم يتمالك الوزير الأول عباس الفاسي أعصابه في لقاء رسمي جمعه بالأمين لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد الشيخ بيد الله، عندما أكد له أنه مستاء من تغيير وجهة مشروع حزب الأصالة والمعاصرة لمواجهة حزب العدالة والتنمية، إلى مواجهة حزب الاستقلال، وهذا تصريح استفز بيد الله، ليوجه بدوره انتقادات شديدة اللهجة إلى الوزير الأول، مؤكدا له أن حزب الأصالة والمعاصرة حزب سياسي كباقي الأحزاب السياسية، وأن مهمته الأولى تكمن في تأطير المواطنين، وليس مواجهة هذا الحزب أو ذاك. جاءت هذه "القنبلة" السياسية في لقاء جميع بين الطرفين، بحضور حكيم بنشماش وأحمد التهامي عن حزب الأصالة والمعاصرة وإدريس لشكر، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، والذي لم يعد يتحدث عن الإصلاح الدستوري والتحالف مع العدالة والتنمية بعد استوزراه. وكان اللقاء الذي جرى أول أمس الخميس، مخصصا للحديث عن دور المعارضة، وإدلاء الوزير الأول برأيه الرسمي بخصوص المعارضة الحكومية التي يقوم بها حزب الأصالة والمعاصرة، وأيضا رأيه في معارضة باقي الأحزاب السياسية، وأداء الأغلبية الحكومية، قبل أن ينقلب نحو زلة لسان جديدة للوزير الأول، سوف تساهم لا محالة في تعكير الأجواء بين الحزبين، بالرغم من عباس الفاسي، أكد من جديد أن تصريحات حميد شباط (العضو القيادي في حزب الاستقلال والذي شن حملات هجومية ضد الأصالة والمعاصرة) لا علاقة لها بحزب علال الفاسي، وإنما تتعلق فقط بشباط، ولكن زلة اللسان الأخيرة، ستساهم لا محالة في إحداث رابط بين تصريحات شباط وما يفكر فيه أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب الحكومي.