سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفاسي لبيد الله: حربكم ضد الاستقلال أنستكم محاربة العدالة والتنمية الوزير الأول يتبرأ من شباط في لقاء مع قيادات "البام" وينتقد معارضة الاتحاد الدستوري
في لقاء عاصف لم يخل من مشادات كلامية، عبر عباس الفاسي، الوزير الأول، خلال اجتماعه أول أمس بقياديين من حزب الأصالة والمعاصرة يتزعمهم الأمين العام محمد الشيخ بيد الله بمقر الوزارة الأولى، عن "امتعاضه من استهداف حزب الاستقلال، والتصعيد الذي يمارسه ضده حزب الأصالة والمعاصرة". وظل الوزير الأول خلال ساعة و20 دقيقة، في إطار المشاورات التي يجريها مع الأحزاب قبيل التصريح الحكومي، يحاول إقناع قياديي حزب التراكتور ب«تهدئة الأوضاع والمواقف"، خصوصا أن حزب الاستقلال، يقول الوزير الأول، "من الأوائل الذين رحبوا بمشروع "البام"، منذ تأسيس حركة لكل الديمقراطيين". واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن الوزير الأول خاطب قياديي الأصالة والمعاصرة الثلاثة، وهم محمد الشيخ بيد الله وحكيم بنشماس وأحمد التهامي، قائلا: "إن البام باستهدافه لحزب الاستقلال قد نسي وظيفته الأصلية وهي مواجهة العدالة والتنمية". وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تصريح الوزير الأول أخرج الشيخ بيد الله عن تحفظه، حيث عبر عن استيائه لمثل هذا الكلام، مشيرا إلى أن "حزب الأصالة والمعاصرة لم يأت ليعوض أحدا ولا ليواجه أحدا، وإنما هو مشروع غير موجه إلى أي كان ولا تدخل ضمن أهدافه مواجهة أي حزب، بل يمارس معارضة للسياسات الحكومية المتبعة". وفي هذا الصدد، قال أحمد التهامي، رئيس فريق "البام" بمجلس النواب، إن "أهداف حزبه واضحة"، مشيرا في اتصال مع "أخبار اليوم" إلى أن "البام ليس سلاحا لمحاربة أي كان، وإنما حزب ذو مرجعية واضحة وأهداف مسطرة بعيدا عن المزايدات السياسية الفارغة". إلى ذلك، شكلت تصريحات حميد شباط، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وعمدة فاس، ضد الأصالة والمعاصرة إحدى أهم النقاط التي توقفت عندها نقاشات الوزير الأول وقياديي "البام"، بحضور إدريس لشكر، وزير العلاقات مع البرلمان. وفي هذا الصدد، أكدت مصادر "أخبار اليوم" أن عباس الفاسي قال: "أستنكر كل ما ورد على لسان حميد شباط ورأيه لا يلزم مؤسسة الحزب"، وهو ما أكده رئيس فريق "البام" بمجلس النواب أحمد التهامي، الذي قال إن الوزير الأول: "تبرأ كليا من تصريحات شباط". وفي سياق توضيحه أسباب غيابه عن البرلمان، أشار الوزير الأول، تقول مصادر "أخبار اليوم"، إلى أن "أحد أسباب غيابه هو أسلوب القذف والسب الممارس داخل مؤسسة البرلمان". وهو التصريح الذي أثار حكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، الذي أكد أن حزبه لا يسب أحدا، بل "نحن من يمارس علينا السب"، على حد تعبير بنشماس. وأشار أحمد التهامي إلى أن حزبه يستغرب مثل هذا "النوع من التصريحات الصادرة عن الوزير الأول". ووفق معلومات حصلت عليها "أخبار اليوم"، فإن "الوزير الأول بدأ لقاءه بالتنويه بالمعارضة التي يمارسها أعضاء الأصالة والمعاصرة"، واصفا إياهم ب«الوطنيين وأصحاب المعارضة البناءة"، قبل أن يوجه سهام انتقاداته صوب أحزاب المعارضة الأخرى، معتبرا إياها غير مجدية. وفي هذا الصدد، قال الوزير الأول: "إنني مستاء وممتعض من تفكك الأغلبية، ولا أعرف معنى المعارضة التي يمارسها الاتحاد الدستوري، كما لا أفهم ما يقع في صفوف هذه المعارضة". وبخصوص التصريح الحكومي، أكد الوزير الأول أنه "جاهز وهناك فقط بعض التعديلات في تواريخه". وفي هذا السياق، قال أحمد التهامي إن التعديل يهم فقط مجلس المستشارين، في حين أن موعد التصريح الحكومي بمجلس النواب بقي كما هو، والتغيير طال فقط موعد التعقيب، الذي حدد يوم الاثنين عوضا عن يوم الجمعة". ويندرج لقاء الوزير الأول مع قيادات الأصالة والمعاصرة في سياق اللقاءات التشاورية التي يجريها منذ أيام مع عدد من الأحزاب قبيل التصريح الحكومي. وبرأي العديد من المتتبعين، فإن "الوزير الأول يسعى من خلال هذه اللقاءات إلى تهدئة الأوضاع المشحونة بين حزبه وبعض الأحزاب الأخرى، خصوصا "البام"، تمهيدا للتصريح الحكومي الذي يراهن الوزير الأول على مروره بأقل الأضرار".