انتهى اجتماع الوزير الأول عباس الفاسي بقيادة البام بغير ما كان يرجوه المسؤول الاستقلالي، بعدما تسببت فلتات لسانه في إثارة غضب قياديي التراكتور الذين لم يترددوا في الرد بحدة وشراسة، وهو ما يؤشر إلى استمرار مسلسل تصعيد كان عباس يأمل أن يشكل اجتماع أول أمس اعلانا رسميا عن تحقيق مصالحة بين الطرفينوحسب مصادر حضرت اللقاء الذي احتضنه مقر الوزارة الأولى، فان عباس الفاسي الذي بادر للدعوة لهذا الاجتماع من أجل تعبيد الطريق أمام تصريحه الحكومي داخل البرلمان، بدا في بداية اللقاء الذي ضم الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان ادريس لشكر ورئيس مجلس المستشارين والأمين العام للأصالة والمعاصرة الدكتور محمد الشيخ بيد الله، ورئيس الفريقين البرلمانيين للتراكتور أحمد التهامي وحكيم بنشماش، (بدا عباس) مجاملا ومهادنا وهو يعبر عن تنويه خاص بأسلوب المعارضة التي يمارسها التراكتور، وشدد على أنها معارضة بناءة تساهم في إغناء النصوص التشريعية والعمل البرلماني، وأن حزب التراكتور حزب وطني وفي مقابل ثناء عباس الفاسي على معارضة البام، (تضيف ذات المصادر) أبدى امتعاضا شديدا من أسلوب المعارضة التي ينتهجها برلمانيو الاتحاد الدستوري، واستغرابا لما يقومون به، مثلما وجه انتقادا لاذعا لأغلبيته الحكومية التي وصفها بالمفككةمسؤولو الأصالة اكتفوا بالانصات لعباس الفاسي وهو يفضفض ببعض ما ينوء به صدره كوزير أول يشيد بالمعارضة وينتقد أغلبيته، لكنهم مع ذلك امتنعوا عن التعليق واكتفوا بالاستماع إلى أن مال عباس للحديث في بعض القضايا الشائكة بحسب مصادر الجريدة فان الوزير الأول توقف مطولا عند موضوع طلبات الاحاطة التي تخلق كل ثلاثاء بمجلس المستشارين جدالا سياسيا وضجة اعلامية، وأوضح أنه لايستسيغ المنحى الذي أخذه توظيف هذه المادة، وطالب بأن يتم ضبط مقتضياتها داخل النظام الداخليحماس عباس الفاسي دفعه للقول بأن أحد أهم أسباب تغيبه عن الحضور للبرلمان هو سيادة أسلوب السب والقذف المتبادل، وهي العبارات التي استفزت قيادة البام ودفعتها لمقاطعة عباس الفاسي من أجل الاحتجاج والتنبيه إلى أنها » تنزه نفسها عن ممارسة السب والقذف، والتأكيد أن برلماني التراكتور كانو ضحايا السب والقذف خلال جلسات الأسئلة الشفوية، ثم جددوا تشبثهم بمادة الاحاطة علما باعتبارها من الأدوات الرقابية التي يلجأ لها ممثلو الأمة« ويظهر أن الأسلوب الحاد الذي ووجهت به تصريحات عباس الفاسي والمعنى الذي أعطي لتلميحاته بهذا الصدد، جعلت الأمين العام لحزب الميزان يسارع بشكل واضح إلى التبرؤ من القيادي الاستقلالي حميد شباط معلنا أنه يستنكر كل ماورد على لسان هذا المسؤول النقابي، ومعتبرا أن موقفه لايلزم مؤسسة حزب الاستقلال في شيء، ومؤكدا أن القيادة الاستقلالية ليست متفقة مع مواقفهاعتقد عباس الفاسي أنه بذلك قد أزال كل ما علق في العلاقة بين الحزبين من رواسب، وربما لمس في ملامح مخاطبيه بعض الرضى، فأخذ منه الحماس من جديد، وقال بنبرة المطمئن الواثق : » أتمنى أن نعمل على تهدئة الموقف فيما بين الطرفين، ولاتنسو أن الاستقلال رحب بحركة كل الديمقراطيين منذ ظهورها، ونتقاسم معها كل أطروحاتها ومواقفها«، قبل أن يطلق الجملة القاتلة التي فجرت اجتماعه العجيب بالباميين : »أنا لا أفهم كيف نسيتم مهمتكم الأساسية وهي استهداف العدالة والتنمية، وانتقلتم لمواجهة حزب الاستقلال « كانت هذه الجملة كافية كي ينفذ صبر قياديي الأصالة والمعاصرة، وينفجر بيد الله - المعروف بهدوئه القاتل - في وجه عباس الفاسي قائلا » هذا كلام غير دقيق وغير صحيح بالمرة، لم نأت كي نواجه أحدا أو بديلا لأي كان، نحن نمارس دورنا الطبيعي كحزب في موقع المعارضة، ومهمتنا هي ذات الوظيفة التي يخلق من أجلها أي حزب وهي تأطير المواطنين، ولسنا آداة لمواجهة أي كان« انفض الاجتماع الذي لم يدم سوى ساعة وعشرين دقيقة على إيقاع توتر شديد، ينذر بأن تكون لهذا الحادث تطورات، وغادر مسؤولو البام مقر الوزارة الأولى ليلتحقوا بمقر حزبهم حيث أطلعوا أعضاء مكتبهم الوطني على تفاصيل مادار بينهم وبين عباس الفاسي قيادة البام ستفاجأ باصدار الوزارة الأولى لبلاغ أحادي الجانب يتحدث عن تناول سبل تقوة التواصل المستمر والتنسيق المحكم بين الحكومة والبرلمان«، وهو ما سيزيد من تأجيج غضب التراكتور لن يرد البام ببلاغ مضاد، لكن من المرجح أن يشهد البرلمان استكمالا لفصول المواجهة بين الطرفين، وهو ما قد يكون عباس الفاسي قد استشعره خلال اللقاء فأعلن عن نيته تأجيل موعد تقديم تصريحه الحكومي إلى أجل لاحق للموعد الذي سبق أن اتفق بشأنه مع رئاستي غرفتي البرلمان ----------------------------------------- مواعيد جديدة للمواجهة مابين «البام» وعباس الفاسي لاتزال المواجهة مفتوحة مابين الوزير الأول عباس الفاسي والأصالة والمعاصرة، والمناسبة هي تقديم التصريح الحكومي. و أعلن الوزير المكلف بتحديث القطاعات العامة، محمد سعد العلمي، أمس الخميس، أن الوزير الأول، عباس الفاسي، سيقدم الأسبوع المقبل تصريحا أمام مجلسي البرلمان، يهم حصيلة نشاط الحكومة وآفاق عملها. وأوضح العلمي، في تصريح صحافي عقب انعقاد مجلس الحكومة، أن الوزير الأول سيقدم عرضا يوم الاثنين المقبل أمام مجلس النواب، على أن يوم الثلاثاء الذي يليه ماي أمام مجلس المستشارين. ---------------------------------------- هكذا تحدث عباس الفاسي عن اللقاء مع الأصالة والمعاصرة اكتفى عباس الفاسي بإصدار بلاغ تحدث فيه عن استقباله، أول أمس الأربعاء، وفدا عن حزب الأصالة والمعاصرة, يقوده محمد الشيخ بيد الله الأمين العام للحزب. وأوضح بلاغ للوزارة الأولى أن المحادثات بين الجانبين، التي تندرج في إطار التواصل مع مكونات المؤسسة التشريعية والالتزامات الواردة في التصريح الحكومي, تناولت سبل تقوية التواصل المستمر والتنسيق المحكم بين الحكومة والبرلمان, ودراسة الآليات للرفع من مستوى الأداء التشريعي. وتحدث البلاغ عن حضور هذه الاستقبال إدريس لشكر الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان.