نفى محسن بناصر، الناطق الرسمي للشبيبة الإسلامية المغربية، صحة الأخبار التي تحدثت عن احتمال عودة عبد الكريم مطيع، شيخ أقدم الحركات الإسلامية، والمقيم حاليا في ليبيا، معتبرا أن هذه الأخبار " لا تستند إلى أي معطيات صحيح"، مضيفا أن "بعض من ينتسبون إلى حزب النهضة والفضيلة حاولوا رفع شعار العمل على عودة فضيلة الشيخ مطيع إلى الوطن، ولكن هذه المحاولات وغيرها تندرج في سياق تاريخي نحن على دراية تامة به وبأبعاده، بعد عجز النظام عن استئصال الحركة الإسلامية وشبيبتها منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة قضاها في محاولة ذلك". كما قال أن "النظام رفع شعار توظيف اسم الشيخ عبد الكريم مطيع والمطالبة بعودته إلى وطنه، على لسان شرذمة من بعض المخلفين المتهالكين على الوصول إلى مناصب البلديات والبرلمان، إلا أن مصداقيتهم ساقطة وتافهة لأربعة أسباب، أولها أنهم أشد الناس كرها لعودة الشيخ مطيع وعملا على عرقلتها، وإنما رفعوها ليجمعوا بها بعض السذج والمغفلين فقط. ولا أدل على ذلك من وجود شخص في هذه الشرذمة كان في ليبيا مقيما وحاول اغتيالنا أمام مسجد ميدان الجزائر في طرابس بالرصاص، وتجدون في موقعنا على الأنترنيت صورة بالأشعة لذراعي بداخله الرصاصة مع شهادة طبية بذلك، وثاني الأسباب أن قرار العودة ليس بيدهم، وإذا أرادت الدولة أن ترفع الأحكام التي تعوق العودة فلن تستشيرهم، وثالث الأسباب أن الشيخ مطيع يعتبر العمل الحزبي مخلا بالمروءة، كما لا يرضى أن يكون لأحد غير الله تعالى فضل في عودته إن كتبها الله له، وآخر هذه الأسباب أن الشيخ مطيع آلى على نفسه ألا يعود للوطن ولو تيسر له ذلك إلا إذا عاد المنفيون الآخرون وأفرج عن المعتقلين الإسلاميين". وأضاف الناطق الرسمي باسم الشبيبة الإسلامية، في حوار أجراه معه عضو في الشبيبة، وتوصلت "مرايا بريس" بنسخة منه، أن أهم الأخطار المحدقة بالدعوة الإسلامية في الظروف الحالية، تكمن في "العلمانية المعاصرة التي نجحت في استدراج بعض الدعاة الذين كانت دعوتهم ناجحة تخترق المجتمعات بلطف ورحمة وحنكة، إلى مستنقع الحزبية، فتحول مسارهم من هداية الناس ونشر العقيدة والأخلاق الفاضلة إلى التنافس في انتخابات مزورة على الأصوات والمناصب، وسقطوا بذلك في مفاسد الرياء والمفاخرة والتسميع والشيطنة السياسية حرصا على الفوز بمقاعد في البرلمان والمجالس البلدية، والحصول على أموال من الدولة تقدم لهم رشوة في شكل مساعدات على ممارسة العمل الحزبي"، موجها النقد لحزب العدالة والتنمية، مضيفا أنه من هذه الأخطار أيضا تسلل"داء الحزبية والإعراض عن الدعوة الصافية إلى صفوف بعض الحركات الإسلامية كما تتسلل الأمراض إلى الجسم السقيم، في تقليد ينعكس من حركة على حركة كما يقال في المثل: "نام قرد فاستنام أَقْرُداً". وكانت النتيجة أن انشقت هذه الحركات وكان منها المتهالكون الراكعون للأنظمة بغية الحصول على نصيب منتهب مغتصب من ثروة الأمة ومال المسلمين، وكان منها المغالون الذي دفعهم تفريط المتهالكين وخيانتهم إلى التطرف والتشدد، وكانت الدعوة الإسلامية الهادئة الرشيدة هي الخاسرة في كل الأحوال".