أثارت الوزيرة الفرنسية جزائرية الأصل فاضلة عمارة أجواء من الجدل لدى الأوساط السياسية والثقافية في باريس، منذ أول يوم وطأت فيه قدماها قصر الاليزيه، وارتبط اسمها بعدد ليس بالقليل من الإشكاليات داخل وخارج فرنسا، إلى أن وصفتها صحيفة " ليبراسيون " الفرنسية ب " المرأة البلدوزر " ، على خلفية مواقفها السياسية والاجتماعية المتعصبة، التي كان آخرها رفضها ارتداء الحجاب والنقاب في دور التعليم الفرنسية رغم أنها تدين بالإسلام. أصابت الدهشة الجماهير الفرنسية، عندما باغت نيكولا ساركوزي الجميع بتعيينه عمارة " 43 عاما في حينه " وزير دولة لسياسة المدينة ، فكان الكل على قناعة بأنها امرأة صعبة المراس، إلا أن المقربين من قصر الاليزيه، ظنوا أنه يميل إلى تجديد سياسته من خلال وضع عناصر يسارية داخل حكومته اليمينية ، وكان أول صدام بين ساركوزي ووزيرته الشابة نسبيا موضوع المهاجرين ، فكانت ترفض موجات الهجرة ومنها العربية المسلمة إلى بلادها ، ونادت بذلك من قبل من خلال المنظمات والجمعيات، التي ترأستها قبل توليها الحقيبة الوزارية ، وعارضت في الوقت ذاته سياسة ساركوزي، الرامية إلى تحليل الحامض النووي لكل شخص يطلب الهجرة إلى فرنسا، لمعرفة ما إذا كان ينتمي بصلة قرابة للمهاجرين القدامى في هذا البلد من عدمه. ورغم أن فاضلة عمارة تدين بالإسلام، إلا أن ميولها اليسارية وأيدلوجيتها تختلف نسبيا مع المبادئ التقليدية لديانتها، فلم يكن سرا رغبتها في إدراج تدريس الكارثة النازية " الهولوكوست " في مقررات دور التعليم الفرنسية بمراحلها المختلفة في الوقت الذي عارض فيه الرئيس الفرنسي نفسه ذلك، ولم يكن خافيا أيضا إعلان وقوفها إلى جانب السياسة الإسرائيلية، وإشارتها خلال زيارة قامت بها مع وفد نسائي فرنسي للدولة العبرية، أنها لم تلتمس أي تفرقة عنصرية في إسرائيل سواء بين عرب 48 واليهود، أو بين اليهود والشعب الفلسطيني، واصفة إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية من الطراز الأول، كما صبت جام غضبها على الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، ورفضت الدعوات التي تنطلق الفينة تلو الأخرى من طهران ضد إسرائيل.