أسفر الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأه معتقلو ملف " بليرج " عن الانهيار الكلي للقوى الصحية لهؤلاء المعتقلين ، حيث ولج معظمهم بهو المحكمة محمولا على الأكتاف ، في مشهد يخيل للمرء وكأن هؤلاء المعتقلون لا يفصل بينهم وبين الموت إلا دقائق معدودات . ولعل أبرز المؤشرات على إصرار المعتقلين عن عدم رضاهم على طريقة تعاطي العدالة مع قضيتهم ، تكمن في امتناع المعتقل العبادلة ماء العينين عن شرب الماء والسكر رغم تدهور صحته ، وذلك احتجاجا على إجباره على عدم حضور جلسة سابقة مخصصة لمحاكمته مع باقي معتقلي ملف " بليرج " . كما تم منع محمد المرواني ، زعيم حزب الأمة الإسلامي المنحل ، من إدخال كفنه إلى قاعة المحكمة ، مما يعني أن المعتقلين مصرين على تفضيل الموت على المحاكمة غير العادلة . وردا على تدهور صحة هؤلاء المعتقلين ، واحتجاجا على عدم منحهم شروط المحاكمة العدالة ، أصدرت عائلات المعتقلين بيانا تؤكد فيه " تضامنها المطلق مع ذويها في معركتهم من أجل استرداد حريتهم وحقوقهم " ، وتقول العائلات بأنها تؤيد موقف هيئة الدفاع وطريقتها في إدارة هذه المعركة القضائية ورفضها الاستمرار في العبث والإساءة إلى قيم العدالة والاستخفاف بالأمن القضائي . كما شهدت قاعة المحكمة وقفة احتجاجية للعائلات ، وفي مشهد مثير للشفقة ، حيث العويل والبكاء ، سرعان ما انظمت إليها الهيئات الحقوقية والسياسية التي تتابع أطوار المحاكمة ، وردد المحتجون شعارات من قبيل " الشرفاء سجنتوهم والجلادين حميتهم " . وقالت بديعة بناني ، زوجة المعتقل العبادلة ماء العينين ، في تصريحات صحفية " من العار في دولة تحترم نفسها أن يعلو صوت المواطنين من أجل المطالبة بمحاكمة عادلة " . وكانت نفس المحكمة قد قضت بالسجن المؤبد في حق عبد القادر بليرج، متهم ملف " بليرج " الرئيسي في 28 يوليوز 2009، بعد إدانته من أجل "ا لمس بسلامة أمن الدولة الداخلي والقتل العمد ". وقضت بأحكام تراوحت بين 30 سنة سجنا نافذا وسنة موقوفة التنفيذ في حق باقي المتهمين .