المدينة أسواق حزنٍ مع فرح الأجراس المتكسرة في كنائس ذكريات عامودة المهجورة قبل التاريخ ونحن هنا والدهشة أن الله لم يعرفنا وكأن صلاة أمي كانت للعدم *** أوطان تهرب من القادمين إليها عنوة تلاحق المنفيين منها عنوة وطريق الذهاب والإياب مشوار فقر لا ينتهي *** رؤوس مستوطنة في برودة الطين تعاقب نفسها على الجوع الذي حل بها دم أجساد نادمة تتجفف مستنقعا تحت الشمس *** رجال يتباهون بانتصار أعضاءهم على ولادتهم الخائبة وكان الرحم حقيبة غدر فُتحت قرب زوايا المسجد الكبير فنهض الغبار ولم يقعد حكاية لمدينة لم تعرف كيف تحضن فراخها نهرها الأنثوي بات ريق بارد في عافية دفء مغرور قتلنا ودمرنا واحرقنا ... بعضنا بعضا *** جاء النوروز يطرز قلوبنا تعاهداً وتكاتفاً وغناء مرحى لبؤسنا... به إذ نحن صامدون ننتظر وجوه القرى المنسية ... لنفطر على أوجاع المخاض أسطورة أطلقتنا من بطون الجن ... فاجتمعنا حول موقد زرادشت وعلى جباهنا زرع شقائق النعمان والنرجس صفاء يمسح دموعنا ... حين وقفنا دقيقتي صمت على أرواح غبائنا وانتحار أحزابنا *** اتفقنا أن نغسل أخطاء الأمس واليوم وان نرد الذئاب عن جهاتنا الأربعة وان أصيب واحد منا نصرخ معه ونعيد كَرمنا وكرامتنا وابتسامات أطفالنا وزغاريد نسائنا لنبدأ بالكتابة من أول السطر مثل الكفيف *** زمنا ونحن مرميين على حواف الصحراء ينبذنا ضب وصبار وبعير أجرب ننفخ في قربة مثقوبة ونحلم بسلم من رماد *** إمبراطورية كنا نغسل وجوهنا بنار نهر منابع شرره كرمانج ... صوران.. زازا.. كوران ... بعد الشقاق جميلة هي القبل والعناق... والحجل يغني لا خيانة مع الرفاق ماركس لم يعطينا خبزا ... و العرافة لم تخبرنا صدقاً *** تشققت شفتاي وأنا اردد ... (يسقط البروليتاريا,, يسقط الفلاحون,, تسقط حركات التحرر الوطني ) (يا لصوص العالم اتحدوا ) وكان الشعار الصادق كذباً بغاء .. ليس لنا فيه شفاء لم نكتب شعراً وانشغلنا باحتكار الشعير يا لغباءنا كذبنا على أطفالنا ... يا لسفاهتنا خدعنا المطر يا لوضاعتنا حين قتلناه قبل الهطول *** أيها النوروز متى يهطل المطر أيها المطر متى تأتي القطرات حتى يجرأ نوروز على المجيء فيغسل كل تلك الخطايا في نسمة نرجس .