مشروع قانون المسطرة الجنائية يروم تعزيز مجال الحقوق والحريات (وزير العدل)    الأخضر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    الصين تعزز مكانتها العالمية في مجال الطاقات المتجددة    حضور جماهيري مميز وتكريم عدد من الرياضيين ببطولة الناظور للملاكمة    الدوري السعودي لكرة القدم يقفز إلى المرتبة 21 عالميا والمغربي ثانيا في إفريقيا    حكيم زياش يدخل عالم المال والأعمال بمدينة مراكش    إيمينتانوت .. إحباط محاولة تهريب أطنان من الحشيش    إقليم جراد : تدابير استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد    محكمة الحسيمة تدين متهماً بالتشهير بالسجن والغرامة    طقس الخميس.. برد وغيوم مع قطرات مطرية    سناء عكرود تشوّق جمهورها بطرح فيديو ترويجي لفيلمها السينمائي الجديد "الوَصايا"    الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من مخاطر تدهور الوظائف العقلية ب16 في المائة (دراسة)    مجموع مشتركي نتفليكس يتخطى 300 مليون والمنصة ترفع أسعارها    الكويت تعلن عن اكتشاف نفطي كبير    الصحافيون الشرفيون المتقاعدون يسلطون الضوء على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية    المندوبية السامية للتخطيط تتحدث عن الأسعار خلال سنة 2024    مراكش: توقيف 6 سيدات وشخص لتورطهم في قضية تتعلق بالفساد وإعداد وكر لممارستة    ارتفاع أسعار الذهب لأعلى مستوى في 11 أسبوعا وسط ضعف الدولار    الكاف يؤكد قدرة المغرب على تنظيم أفضل نسخة في تاريخ كأس أمم إفريقيا    دراسة: أمراض اللثة تزيد مخاطر الإصابة بالزهايمر    الجفاف وسط البرازيل يهدد برفع أسعار القهوة عبر العالم    تصريحات تبون تؤكد عزلة الجزائر عن العالم    ترامب يصفع من جديد نظام الجزائر بتعيين سفير في الجزائر يدعم الموقف المغربي في نزاع الصحراء    أبطال أوروبا.. فوز درامي لبرشلونة وأتلتيكو يقلب الطاولة على ليفركوزن في مباراة عنيفة    حماس تنعى منفذ عملية تل أبيب المغربي حامل البطاقة الخضراء الأمريكية وتدعو لتصعيد المقاومة    شح الأمطار في منطقة الغرب يثير قلق الفلاحين ويهدد النشاط الزراعي    الكشف عن النفوذ الجزائري داخل المسجد الكبير بباريس يثير الجدل في فرنسا    وزارة التربية الوطنية تبدأ في تنفيذ صرف الشطر الثاني من الزيادة في أجور موظفيها    الدريوش تؤكد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للمضاربات في سعر السردين    رئيس جهة سوس يقود حملة انتخابية لمرشح لانتخابات "الباطرونا" خلال نشاط رسمي    فرنسا تسعى إلى توقيف بشار الأسد    كيوسك الأربعاء | الحكومة تنهي جدل اختصاصات كتاب الدولة    خديجة الصديقي    بنما تشتكي ترامب إلى الأمم المتحدة    Candlelight تُقدم حفلاتها الموسيقية الفريدة في طنجة لأول مرة    عادل هالا    جماهير جمعية سلا تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ النادي    المدافع البرازيلي فيتور رايش ينتقل لمانشستر سيتي    الشاي.. كيف تجاوز كونه مشروبًا ليصبح رمزًا ثقافيًا عميقًا يعكس قيم الضيافة، والتواصل، والوحدة في المغرب    الصين تطلق خمسة أقمار صناعية جديدة    نقاش مفتوح مع الوزير مهدي بنسعيد في ضيافة مؤسسة الفقيه التطواني    الكنبوري يستعرض توازنات مدونة الأسرة بين الشريعة ومتطلبات العصر    سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء حريق في فندق بتركيا    أمريكي من أصل مغربي ينفذ هجوم طعن بإسرائيل وحماس تشيد بالعملية    ماستر المهن القانونية والقضائية بطنجة ينظم دورة تكوينية لتعزيز منهجية البحث العلمي    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    المؤتمر الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "خصوصية المهن الفنية أساس لهيكلة قطاعية عادلة"    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية : نظرات في الإبداع الشعري للأديب الراحل الدكتور عباس الجراري    الإفراط في اللحوم الحمراء يزيد احتمال الإصابة بالخرف    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مكة في مائة رحلة مغربية ورحلة-للمؤرخ عبد الهادي التازي
نشر في التجديد يوم 23 - 01 - 2006

رحلة الرحلات أو مكة في مائة رحلة مغربية ورحلة هو عنوان موسوعة الدكتور عبد الهادي التازي الصادرة في مجلدين من الحجم المتوسط يبلغ عدد صفحاتهما معا 822 صفحة، استعرض فيها المؤلف الرحلات المغربية الحجازية وفقا لما كتبه عنها من قاموا بها، أو نقلته عنهم كتب التراث، خلال الفترة الممتدة من منتصف القرن السادس الهجري إلى منتصف القرن الرابع عشر.
ويبدأ الكتاب برحلة الإمام أبي بكر العربي إلى المشرق عندما أرسله أمير المسلمين يوسف بن تاشفين في سفارة لدى المستظهر بالله العباسي، ذهب بعد إتمامها إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وما يصاحبها من طلب العلم أخذا وعطاء عام 543ه الموافق 1148 ميلادية.وينتهي الكتاب بوصف الرحلة رقم 101 وهي آخر رحلات الكتاب، وتخص رحلة العمرة، التي قام بها الملك محمد الخامس، بعد عودته من المنفى واسترجاع استقلال المغرب، في شهر رجب من عام 1379 هجرية الموافق .1960والرحلات النيف ومائة مغربية، لأنها انطلقت من المغرب العربي الكبير الذي يشمل إلى جانب المغرب الأقصى (المغرب الحالي)المغرب الأوسط (الجزائر)وتونس وبلاد شنقيط (موريتانيا)والصحراء المغربية، إلا أنها تضمنت أيضا ذكر ثلاث رحلات، أولاها للملك الزنجي المسلم مانسا سوسى التي تمت عام 737ه/ 1338م، والذي كانت مملكته تقع حول ثنية نهر النيجر (مالي حاليا)، وثانيهما: الرحالة الإسباني دومنكو باديا المسيحي الذي قام برحلة إلى الحجاز خلال موسم الحج متظاهرا بأنه مسلم اسمه علي باي العباسيأو الشريف العباسي المتوفي عام 1221ه/ 1807م خلال بداية ظهور الحركة الوهابية في شبه الجزيرة
العربية. وثالث تلك الرحلات يعود إلى رحالة مسيحي آخر يدعى جيرفي كورنلموت حمل اسم عبد الله بن البشير المتوفى عام 1313 ه/ 1896م وقام بما يمكن أن نسميه عمرة، وهي رحلة تجسسية.
وضم الكتاب رحلة لمؤلف مجهول عثر على مخطوطها وأخرى لحاج مغربي قام بثلاث رحلات لا يعرف من اسمه سوى إدريس بالإضافة إلى رحلات بن بطوطة ورحلة لابن خلدون ورحلات لأمراء وأميرات من المغرب.
أهمية الكتاب مرتبطة بأهمية الحج
إن أهمية الكتاب تعود إلى أهمية الحج كفريضة للمسلمين عامة وللمغاربة خاصة إذ يقول الأستاذ التازي:لقد كان الحج أكبر وأعظم وأهم مؤسسة قدمها الإسلام للمسلمين أينما كانوا وحيثما كانوا. أعظم مؤسسة بما تشتمل عليه من تنوع زاد...كان الحج أبرز رسالة موجهة إلينا لمعرفة الآخر (...)ولا نحتاج هنا إلى التذكير بما زودنا به هذا الركن من أركان الحج من ثروة فقهية نادرة المثال...وعشرات النوازل، ومئات الحالات التي كان على الفقهاء أن يجدوا لها حلولا تتناسب وأهداف المشرع.(...)وبخاصة عندما يمتزج الجانب الفقهي المتعلق بالحج بالجوانب الأخرى المتعلقة بالأسفار وآدابها، وقضايا الإيجار، والعلاقات بين الرجل والمرأة في هذه الفترة، ثقافة الحج التي تتضمن في صدر ما تتضمنه ضبط تلك العلاقات في أثناء الحج، والتدريب على تحمل المتاعب ومواجهة المصاعب وتخليق الممارسات.
ويضيف الأستاذ التازي: ولابد أن نذكر أن هذا التشريع تشريع الحج خلق للمسلمين عموما، وللمغاربة خصوصا، مرجعية مهمة لثقافتهم وعلمهم، ومن هنا كانوا يعتزون بالسند الذي يعودون به إلى بلادهم وهم يزورونهم في مجالسهم العلمية، يعود المغاربة ليؤدوا صورة صادقة عن طريق تلقنهم، وعن الدين، أو الذين تلقوا منهم أو الذين تلقوا عنهم تلك العلوم. كنا نشعر بالمتعة تغمرنا ونحن نقرأ عن الآصرة المقدسة التي تربط العالم المغربي من فاس أو سوس بالعالم من بخارى أو خراسان... كان المغاربة يعودون بحمولة مهمة من الزاد العلمي والمعرفي، وكانت مكة المكرمة بالنسبة إليهم المرجعية، التي يشعرون إزاءها بوجدانهم وآمالهم. (...) كان الحجاج يعودون وهم يحملون معهم ذكريات وإفادات، ينقلونها إلى المجتمع الذي ينتسبون إليه، هذا المجتمع الذي يستفيد من كل تلك المعلومات للاسترشاد بها والاستئناس بها، وإشاعتها، كانوا ينقلون بعض اللقطات التي يجب ألا نمر عليها مرور الكرام بوصفها لقطات دالة هادفة، وأحيانا مسلية أيضا!.
أهمية الكتاب الأدبية
يقول الأستاذ التازي: ولقد كان كراتشوفسكي على حق عندما لاحظ أن المغاربة أحرزوا درجة السبق في أدب الرحلات (...) إن كل رحلة من الرحلات المغربية تجر وراءها أكواما من الروايات والحكايات المكتوبة، وإذا أضفنا إلى هذا المكتوب ما يردده المغاربة في رواياتهم الشفوية مما لا ينتهي ولن ينتهي فإننا نصل، في خاتمة المطاف، إلى الاقتناع بأن الزاد المغربي فيما يتصل بمكة المكرمة والكعبة المشرفة وزمزم والصفا والمروة وجبل عرفات والمزدلفة ومنى، وهي أماكن لم يطرأ عليها تغييرات كثيرة من القرن الثاني عشر الميلادي حتى أوائل القرن العشرين، لذا جاءت الأوصاف شبه متطابقة أو يكمل بعضها بعضا.
إلا أن الرحلات كشهادات تاريخية، يعتبر أكثرها دقة وتفصيلا وشمولية تلك التي كتبها الرحالة الإسباني المسيحي دومينكو باديا، والرحالة المسيحي الآخر الذي جاء من بعده جيرفي كورتلموت باعتبارها تقارير استخبارية قبل أن تكون تسجيلا لوقائع رحلة، وكلا الرحلتين تم في أوائل القرن العشرين وخلال فترة مضطربة من تاريخ الحجاز.
صعوبة عرض الكتاب
لو أن هذا الكتاب في الفلسفة أو الدين أو السياسة أو الأدب أو نحو ذلك لما كان ثمة صعوبة كبيرة في تقديم عرض موجز بمحتواه بعد قراءته واستيعابه، ولكنه في حقيقة أمره نيف ومائة كتاب، متفاوتة أحجامها في كتاب واحد. وقد استغرقت قراءته مني ثلاث ليال طوال. وقد وجدت نفسي أشبه بمن يدخل بستانا مترامية أطرافه، وفيه أنهار وثمار عديدة ومختلفة ألوانها، ويحمل جولقا صغيرا لا يتسع لغير القليل منها، يخرج به من البستان، هو الذي سيتم عرضه هنا، كعينة مختارة، لا يمكن أن يكون اختيارها محايدا، وبالتالي لا تغني عن اقتناء القارئ للكتاب والاطلاع عليه.
أول معرفة للمغاربة بالإسلام يقول مؤلف الكتاب (ص 23): لقد كان من أطرف ما استأثرت به مرويات التاريخ المغربي (...) توجه وفادة مغربية منذ الأيام الأولى لظهور نبي الإسلام إلى مكة المكرمة للاجتماع به صلى الله عليه وسلم والاستماع إليه من قبل أن يهاجر إلى المدينة المنورة، ويتعلق الأمر بجماعة تتألف من سبعة رجال من قبيلة رجراجة أشراف قبائل مصمودة كان شاكر بن يعلى بن واصل على رأسها (...) على ما ذكره أبو عبد الله محمدبن سعيد المرغيتي السوسي المتوفى سنة 1089 ه/1678م. ولعل مما يستأنس به في هذا الصدد ما يوجد في صحيح مسلم عن نافع بن عقبة من قدوم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف وموافاتهم للبنى عند أكمة...وقد جمع السلطان إسماعيل بن الشريف علماء المغرب لمدارسة الموضوع وإبداء رأيهم فيه.
ولعل ما يستفاد من هذه الواقعة أن اللغة العربية كانت معروفة عند بعض أهل المغرب إلى جانب لغتهم الأمازيغية قبل دخول الإسلام بلادهم.وصف مكة والكعبةوصف الشريف الإدريسي مكة والكعبة المتوفى عام 560ه/1165م في كتابه نزهة المشتاق وإن لم يذكر تاريخ زيارته لها وإن كان من المحتمل أنه قام بها قبل عام 551ه، فيقول:
إنها قديمة أزلية البناء، مشهورة، معمورة، مقصودة من جميع الأرض الإسلامية، وإليها محجهم المعروف، وهي مدينة بين شعاب الجبال، وطولها من المحلاة إلى المسفلة نحو ميلين، وهو من حد الجنوب إلى جهة الشمال، ومن أسفل جبل اجياد إلى ظهر جبل قعيقعان ميل والمدينة مبنية في وسط هذا الفضاء، وبنيانها حجارة وطين، وحجارة بنيانها من جبالها.ومن وسط مكة مسجدها الجامع المسمى بالحرم، وليس لهذا الجامع سقف، وإنما هو دائر كالحظيرة.والكعبة وهو البيت المسقف في وسط الحرم، وطول هذا البيت من خارجه من ناحية الشرق أربعة وعشرون ذراعا، وكذلك طول الشقة التي تقابلها في جهة الغرب وشرقي هذا الوجه باب الكعبة، وارتفاع الباب على الأرض نحو قامة، وسطح الكعبة من داخل مسار لأسفل الباب.
وفي ركنه الحجر الأسود، وطول الحائط الثاني الذي من جهة الشمال، وهوالشامي ثلاث وعشرون ذراعا، وكذلك الشقة الأخرى التي تقابلها من جهة اليمين. ومع أصل هذه الشقة موضع محجوز في دائرة، وطوله خمسون ذراعا، وفيه حجر أبيض يقال:إنه قبر إسماعيل بن ابراهيم عليه السلام.
وفي الجهة الشرقية من الحرم قبة العباس، وبئر زمزم، والقبة اليهودية، وما استند بالكعبة كله حطيم (المطاف)يوقد فيه بالليل مصابيح ومشاعل.وللكعبة سقفان، وماء السقف الأعلى يخرج عنه إلى خارج البيت في ميزاب من خشب. وذلك الماء يقع على الحجر الذي قلنا إنه قبر إسماعيل.
والبيت كله من خارج على استدارته مكسو بثياب الحرير العراقية، لا يظهر منه شيء، وارتفاع سمك البيت المذكور سبع وعشرون ذراعا.
وهذه الكسوة معلقة فيه بأزرار وعرا، وصاحب بغداد المسمى بالخليفة يرسلها في كل سنة إليها فتكسى بها، وتزال الأخرى عنها، ولا يقدر أحد أن يكسوها غيره.(والمقصود هنا الخليفة المقتدى العباسي (530 555ه).
ومياه مكة زعاق لا تسوغ لشارب، وأطيبها ماء بئر زمزم، وماؤها شروب غير أنه لا يمكن إدمان شربه وليس بجميع مكة شجر إلا شجر الفادية.
ويسكن صاحب مكة في قصر له بالجهة الغربية بموضوع يعرف بالمربعة على بعد ثلاثة أميال من مكة وتجاوره حديقة قريبة العهد فيها نخيلات وكثير من المقل (الدوم)ربما جملةشجر منقولة إليها.
ولمكة موسمان ينقل فيهما كل ما جلب إليها. أحدهما في أول رجب(موسم العمرة) والثاني موسم الحجيج. ولا زرع بها ولا حنطة إلا ما جلب إليها من سائر البلاد، والتمر يأتي إليها كثيرا مما حولها، والعنب يجلبه إليها من الطائف التي تأتي منها أكثر فواكه مكة، والغالب على ضعفاء أهل مكة الجوع وسوء الحال. وإذا خرج أحد من مكة في كل جهة تلقاه مباه جارية وعيون مطردة وآبار غدقة، وحوائط كثيرة، ومزارع متصلة.
وواضح أن وصف الإدريسي لمكة والمسجد الحرام يعد وصفا متسما بالعمومية الخالية من التفاصيل الدقيقة التي أوردها من جاء بعده، والذين ذكروا وجود قباب وأعمدة، ووصفوا الكعبة من داخلها، إلى أنه عموما، وإلى حد كبير، يمثل حال مكة والحرم إلى أوائل القرن العشرين، وقد ذكر ابن جبير المتوفى عام (614ه/1271م) في رحلته أن أحدا مهما على قدره وكثر يساره لا يمكنه أن يجد سبيلا لتجديد بناء أو إقامة حطيم، أو غير ذلك مما يختص بالحرم المبارك.ولو كان هذا الأمر مباحا لتمكن من جعل حيطانه مسجدا وترابه عنبرا... فلابد إذن من إذن الخليفة الذي كنا نعلم لا يسمح بترويج اسم أي كان غير اسم الحاكم!.
ويذكر ابن جبير اهتمام الحجاج بالوقوف على عرفة يوم الجمعة، وإنه عندما كبر أحدهم في يوم غائم عشية أربعاء على أساس ظهور هلال ذي الحجة وحرصا على أن تكون الوقفة يوم الجمعة، كبر الناس لتكبيرته وانطلقوا نحو القاضي الذي جرح شهادتهم قائلا: لو أن أحدكم يشهد برؤيته للشمس تحت ذلك الغيم الكثيف لما قبلته، فكيف برؤيته هلالا..؟. وأضيف هنا بهذه المناسبة أنه يوجد وهم سائد بأنه إذا جاء عيد الفطر أو عيد الأضحى يوم الجمعة فإن ذلك يعد نذير شؤم بالنسبة للحاكم، فكان الحاكم أو بطانته يتلاعبون بالمواقيت حتى يأتي العيد يوم الخميس أو السبت ولا يكون الجمعة!
رحلة الملك الإفريقي: مانسا موسى
قام الملك أو الإمبراطور مانسا موسى برحلته إلى الحج عام 734ه/1324م، وورد ذكر الرحلة في عدة مصادر منها ابن فضل الله العمري في مسالك الانصبار والقلقشندي في صبح الأعشى وابن بطوطة في رحلاته وابن خلدون في تاريخه والمقريزي في مؤلفته وتاج الدين السنجاري في كتابه عن أخبار مكة.
وقد اصطحب مانسا موسى في رحلته إلى الديارالمقدسة زوجته الأثيرة لديه ايناري كونتا.
ويذكر المؤرخون أن المانسا موسى كان من أصدق المسلمين وأنه كان طوال إقامته في مصر قبل توجهه إلى الحجاز أو عند عودته على نمط واحد في العبادة والتوجه إلى الله عز وجل كأنه بين يدي الله لكثرة حضوره، وكان هو ومن معه على مثل هذا مع حسن الزي في الملبس والسكينة والوقار، علاوة على أنه كان كريما جوادا كثير الصدقة والبر.وقضى مع كبار قومه كل وقته بالحرمين الشريفين موزعا بين التلاوة والصلاة والعبادة، إلى جانب التعرف على رجال الفكر والعلم والدين واشترى من مكة عددا من الأراضي والدور لإيواء الحجيج السودانيين.
وكان على علاقة طيبة بالسلطان أبي الحسن المريني وتحدثت روايات عن إرساله البعثات إلى جامع القرويين كان على رأسهم بعض الأمراء من أبناءه.
رحلة ابن بطوطة
بعد مجموعة من الرحلات الغنية التي وردت في الكتاب يأتي ذكر رحلات ابن بطوطة الذي حج البيت الحرام سبع حجات، منها حجة على 730ه/,1330 ويخص ابن بطوطة أهل مكة بحديث عن مكارمهم فيؤكد أنهم يلتفتون إلى الفقراء والمنقطعين والمجاورين وينفقون على الأيتام والصغار مع أناقة في اللباس والهندام، وهم يستعملون الطيب ويكتحلون ويحرصون على نظافة أسنانهم... ويقول أيضا: ونساء مكة فائقات الحسن، بارعات الجمال وذوات صلاح وعفاف، وهن مولعات بكثرة التطيب، حتى إن إحداهن لتبيت طاوية وتشتري بقوتها طيبا، وهن يقصدن الطواف بالبيت في كل ليلة جمعة فيأتين في أحسن زي، وتغلب على الحرم رائحة طيبهن، وتذهب المرأة منهن فيبقى أثر الطيب بعد ذهابها عميقا..!.
وقد أقام ابن بطوطة عاما كاملا مجاورا الحرم في حجته الثانية مما أتاح له وصف عادات أهل مكة وحكامها على مدار العام.
مكة مأمن للاجئ السياسي!
كان دأب كبار المغاربة إذا أرادوا أن يتخلصوا من وظائفهم السياسية، يطلبون الإذن لهم بالذهاب إلى الحج، وهذا ما فعله المقري الحفيد صاحب نفح الطيب والمتوفى عام 1041ه/1632م بعد تفويت مدينة العرائش من قبل أمير مغربي إلى الإسبان ليفدي أولاده بها، فارتحل المقري الحفيد إلى الحرمين في موسم حج 1028ه/1619م بعد مقامه مدة قليلة في مصر، وعند وصوله جدة كتب قضيدة همزية قال فيها:
يا مكة الله قد مكنت لي حرما
مؤمنا لست أشكو فيه من داء
فمنذ رأى النازح المسكين مسكنه
في قطرك الرحب لم ينكث بإرزاء
وعندما وقع بصره على البيت الشريف استشعر قول العارف بالله أبو بكر الشبلي صاحب الجنيد:
قلت للقلب إذ تراءى لعيني
رسم دار لهم فهاج اشتياقي
هذي دارهم وأنت محب
ما احتباس الدموع في الآماق
والمفاتن للحب فيها معان
فهي تدعى مصارع العشاق
ويستشهد ابن المقري في ذكر رحلته بالعديد مما قاله الشعراء في مدح مكة والمدينة.
رحلة القليبي الملقب بابن المليح
يصف الأستاذ التازي رحلت بن مليح بأن لها طعم آخر بما احتوته من معلومات هامة عن تعلق المغاربة بالحرمين الشريفين....
وقد تمت رحلة بن مليح المتوفى عام 1048ه/1629م أيام السلطان الوليد بن زيدان بن منصور أحمد الذهبي ودخل مكة فيها في شهر ذي الحجة 1024ه /يونيو 1632م، ويقول ابن المليح أن الكعبة الغراء تبدت له في أستارها، وتجلت بأنوارها ولسان حالها يقول:
إلي إلي يا عشاق حسني، فهذا
الوقت وقت لا يضاهى
فكأس الوصل لي قد دار صرفا
وشمس جمالها أبدت سناها
فأين يصاب مثل عروس حسني
وما في الكون معشوق سواها
وقد سعدت عيون قد رأتها
وقد شقيت عيون لا تراها!
وأثناء إقامته في مكة بعث السلطان الوليد بن زيدان بهدية عبارة عن حسكتين (شمعدانين)من عسجد مركبتين على يواقيت من زبرجد وزن كل منهما أربعة أرطال من ذهب وحسكتين من الفضة الخالصة وزن كل منهما عشرة أرطال وصندوقان من شمع العنبر هدية إلى المسجد النبوي.
وقد نقش في دائرة حسكة الذهب بيتان من الشعر:
متع لحاظك في محاسن منظري
لترى عجائب مثلها لم يعهد
قام على غصن الزبرجد جاثم
ينبيك عن حب الوليد لأحمد!
وصف أهل مكة
بينما نجد معظم من دونوا رحلاتهم يمتدحون فيها أهل مكة، نجد اليوسي المتوفي عام 1102ه/1691م وهو يصف حجته سنة 1101ه/1690م ينقل عن الشيخ مظفر الاستنباطي أن أهل مكة أهل أنفة وكبر وحسد وأنهم يبغضون الغريب، ويضيف:
لا تنكرن لأهل مكة قسوة والبيت فيهم، والحطيم وزمزم آزروا رسول الله وهو نبيهم، حتى حمته أهل طيبة منهم.
الواقع أن في أهل مكة بعض القساوة والجفاء إذا ما قورنوا بطيبة أهل المدينة وبشاشتهم وحسن معاملتهم وعذوبة أحاديثهم، وإذا أخذنا في اعتبارنا أن أهل مكة أو سلالتهم قد هجرتها إلى وادي فاطمة عندما اقترب منها الوهابيون خوفا من أن يرتكبوا في حقهم الفظائع التي تعرض لها سكان الطائف، وسكن مكة من بعدهم بقايا حجيج من مختلف أقطار العالم الإسلامي، ومازالت هذه طبيعتهم، فإنه يمكن إرجاع هذه القساوة لقسوة الطبيعة من حولهم وتأثيرها عليهم.
رحلة زوجة المولى إسماعيلتتضمن رحلة الأميرة خناتة بنت بكار زوجة السلطان المولى إسماعيل مؤسس الدولة العلوية والمتوفاة عام 1155ه/1724م تفاصيل كثيرة عن مناسك الحج، وما يحيط بها، ونعلم منها أن الكسوة القديمة للكعبة بعد استبدالها بالكسوة الجديدة كان أمير مكة يأخذها لنفسه عاما، وأمير الحج المصري يأخذها في العام الذي يليه ويعود بها إلى مصر.وذكر الإسحاقي كاتب الرحلة الأسباب التي توجب التأخر عن الحج في تلك الأزمنة بأن منها خوف عادية الأعراب، وامتهان الأتراك للحجاج وإذلالهم لهم في المصادر والموارد، ومصادرتهم في الأموال والأمتعة، وقبض الخراج منهم عن يد وهم صاغرون..وقد شاهدناهم.. وكلوا على معاكسة الحجاج على أحمالهم يهودا من اليهود (...) ويكفيهم مهانة وقلة ديانة اتخاذهم أي الإعراب والأتراك البيت الحرام شببا للمعيشة الحرام!
حلة ابن الطيب الشرقي
تمتلئ ابن الطيب الشرقي الفاسي المتوفى عام 1170ه/1707م والمتوفى بالمدينة المنورة عام 1170 ومحفوظة أخبار رحلته من مخطوطة فريدة في خزانة جامعة ليبسيك بألمانيا مكتوبة بخط مشرقي، بالأشعار الجميلة البناء والمعاني منها قوله:
يا كعبة الله! كم من عاشق قتلا
شوقا إليك ورام الوصل ما وصلا
يمسي ويصبح محزونا ومكتئبا،
ويهجر الأهل والأوطان والطللا
لولاك ما سرت الركبان من طرب
كلا ولا قطعت شهلا ولا جبلا
باعوا النفوس رخيصا في هواك
وما تغلوا النفوس بوصل منك إن حصلا.
وله في كل معلمة من معالم الحرم والمشعر الحرام شعرا مماثلا،أو يتمثل بما قاله شعراء سواه فيها، ويقول في الكعبة:
وما كان صبري عنك هو قلالة
ولي شاهد من مقلتي ولسان
دعوت اصطباري عنك من بعد والبكا
فلي البكا والصبر عنك عصاني
وقد زعموا أن المحب إذا
نأى سيبلى هواه بعد طول زماني
ولو كان هذا الزعم حقا لكان ذا
رواء الهوى في الناس كل أوان
ويقول: وقد ذكروا من وجوه أفضلية الكعبة كونها في الفلك في المتوسط من الدنيا وكل شيء أحسنه.
ويذكر الشوقي كل من التقى بهم في الحرمين من العلماء والفضلاء.
الرحلة المنظومة شعرا
تأتي بعد ذلك رحلة العاكري التازي المتوفي عام 1170ه/1757 لتجرها منظومة شعرا في قصيدة طويلة همزية يبلغ عدد أبياتها 335 بيتا، وقد وصف فيها مراحل الرحلة من تازة إلى مكة ومنها إلى الشام، وهي تعبر بدورها عن مدى تعلق المغاربة بمكة المكرمة.وفي القصيدة يقدم الشاعر النصح لمن عزم على الحج فيقول:
أزمع السير إن دهت أدواء
إ لى شفيع الأنام فهو الدواء
وادخر عولة العيال فلا تدري
بأي الأمور يأتي القضاء
واستحل الإخوان والأهل مما
كان منك وإن يكونوا أساؤوا
وانتخب أسرع المراكب سيرا
وجمالا تطوى بها الأشلاء
واتخذ للفصول خير لباس
سيما عندما يحين الشتاء...
وليست قصيدة التازي إلا واحدة من عشرات القصائد التي اهتمت بمكة وما يتصل بها.
رحلة رومينكو باديا
في الجزء الثاني من هذا السفر الجليل نجد رحلة رومينكو باديا الإسباني الذي سافر إلى الحج تحت اسم علي باي العباسي أو الشريف العباسي وقد تمت الرحلة في عام 1212ه/1807م، وقد عاد بعدها إلى مدريد وخطط لرحلة حجازية أخرى لحساب فرنسا هذه المرة إلا أنه مات خلالها ودفن في حصن البلقاء بالأردن وهو في طريقه إلى الحجاز.
والرحلة من أغنى الرحلات وصفا وتفصيلا وتدقيقا علميا للمكان وأحداث الزمان ونشاطات الإنسان، ونراه يتجاوز مهمته (البحثية أو التجسسية) في وصف وقفة عرفات عندما يقول فيها: لا يمكن أن تتصور فكرة التأثر العظيم الذي يقدمه الحج للمسلمين إلا على جبل عرفات: جماهير غفيرة من كل الشعوب والأمم والألوان، جاؤوا من أقصى أنحاء المعمورة متجاوزين آلاف المخاطر ومعاناة لا حد لها، لكي يعبدوا الله الواحد جميعا، سكان القوقاز يمدون يد الصداقة إلى الحبشي أو الزنجي من غينيا، والهندي والفارسي يتآخيان مع البربري والمغربي، ويتلاقون جميعا كأنهم إخوة، أو أفراد من العائلة نفسها، توحد بينهم رابطة الدين، وتتحدث أغلبيتهم أو يتفاهمون على الأقل باللغة نفسها، وهي اللغة العربية المقدسة، وليس هناك عبادة مثل الحج تقدم للحواس مشهدا أكثر روعة، وأقوى تأثيرا،وأسمى جلالا.. هنا لا توجد طبقة واسطة بين العبد وخالقه (يقصد مثل الإكليروس في المسيحية)، ولا طبقة متميزة عن الأخرى.
الناس جميعا سواسية أمام الله، والجميع يدركون أن عملهم هو الذي يقربهم إلى الخالق أو ببعدهم عنه، ولن تستطيع أي قوة، مهما كانت،أن تغير هذه السنة الإلهية.وقد تزامن حضوره مناسك الحج التي انخرط فيها حتى لا ينكشف أمره ظهور الحركية الوهابية ويصف طائفة من الوهابيين قدموا إلى مكة لأداء فريضة الحج فيقول: كانوا حليقي الرؤوس، شبه عراة، مدججين بالسلاح، فأحدثوا الرعب في السكان. إلا أنه يصفهم بأنهم لا يسرقون أبدا، سواء بالقوة أو عن طريق الخديعة، أوفياء لرؤسائهم، يتحملون كل أنواع المعاناة، ويتبعون قادتهم دلوا إلى آخر الدنيا، لا يتراجعون أمام أي خطر أو صعوبة، ولكنه يرى، بعد أن تأمل موقفهم وعقيدتهم جيدا أن مثلهم الأعلى الديني والاجتماعي سوف يلقى معارضة قوية تحول دون انتشاره في المناطق الأكثر غنى وتقدما.
وفيما يتصل بالحياة الثقافية يرى باريا أن العلوم في مكة مفقودة ومنعدمة كالفنون وكل ثقافة السكان تنحصر في قراءة القرآن وكتابته.. ومنذ الصغر يتلقى الناس مبادئ الصلاة وكيفية أداء مناسك الحج حتى يتمكنوا في وقت مبكر من كسب الأموال وربحهم في خدمتهم مرشدين للحجاج.
ويضيف بعد ذلك أنه لا توجد في مكة مدارس منظمة سوى تلك التي تعلم القراءة والكتابة، وعدا ذلك هناك بعض الفقهاء أو العلماء الذين يجلسون عند أبواب الحرم ... مستخلصا في النهاية أن سكان مكة يعيشون في جهالة جهلاء أكثر من غيرهم.
رحلة محمد الحنفي الحيوني
ينسب محمد الحنفي الحيوني المتوفي عام 1262ه/1846م لقصر بني حيون الواقع في الضفة الغربية لنهر درعة بواحة لكتاوة، وقد جمعت الرحلة من رسائل، على ما يبدو، كان يرسلها الحيوني إلى شيخ القبيلة محمد البشري الذي ساعده ماديا على القيام بالرحلة، وتتميز الرحلة بتعرضها للحياة الاجتماعية لأهل مكة ولوباء كان يحصد الناس حصدا أثناء رحلته التي قام بها سنة 1262ه/1846م وفق تحقيق الأستاذ التازي.
ويذكر الحيوني أسواق مكة والصرافين والذي يبدو أن رؤيته لهم يعود إليها سر قوله: وما رأيت أكثر من أهل مكة مالا، فمتى مررت على قوم منهم إلا وتجد بين أيديهم كومة من المال بين ريال وذهب. ويتحدث عن سوق العطور التي تباع فيها أنواع الروائح من مسك وغالية، ومما لا يعرف من أنواع.
ويذكر أيضا أسواق الرقيق حيث كانت تباع إماء الحبش فيقول: ورأيتهم في هذا السوق.. أما الفائقات الجمال فقد أدخلوهن في مطرح داخل السوق، وأما المتوسطات ففي الخارج، وجعلوا على وجه كل واحدة شربية حمراء وينظر المشتري ما أحب..! لهن عيون تبارك الله أحسن الخالقين! فلا ترى إحداهن إلا وكأن عيونها أعين ظباء، سود واسعة، لكن الغالب عليهن الحمرة التي تميل إلى البياض (أي أن بشرتهن ليست داكنة السواد) ولهن شعر أسود. فيهن جمال موصوف، وقيمة الغالية منهن، على حسب قول المشترين مئتا ريال!..ويودع الرحالة مكة في اتجاه المدينة، وهو على حال بين يأس ورجاء، وفي ظروف كانوا يتعرضون فيها لقطاع طرق لا يرحمون، استولوا على بعض إبل الركب، إلى جانب انشغال الناس بالحرارة والعطش، وانشغال آخرين بدفن الموتى الذين يسقطون كل يوم.
رحلة ابن بابا التيجاني
كان ابن بابا التيجاني المتوفى عام 1262ه/ 1846م في المدينة المنورة من حجاج شنقيط (موريتانيا حاليا) وقد توجه إلى المشرق في عنفوان شبابه، ونزل من مراكش إلى الجديدة حيث ركب البحر إلى طنجة، وأصابه دوار البحر فقرر أن يكمل رحلته إلى الحج برا عام 1257ه/ 1841م وقد تلقى علومه الأولى على يد والده ابن بابا ووالدته العالمة خديجة بنت المختار بن عثمان قبل أن يلتقي بالعلماء في رحلته، وكتبت رحلته في مجلدين.
وتتوالى الرحلات، رحلة تلو أخرى، ونجد في إحداها، وهي رحلة السرغيني العمراني المتوفى عام 1911/1229م ذكر للعلامة المغربي عبد الجليل برادة، الذي كان ينعت بعلامة الحجاز ويحسن التدريس بخمس لغات!.
رحلة محمد الخامس
كان مسك الختام رحلة العمرة التي قام بها جلالة الملك محمد الخامس في رجب عام 1379ه/1960 ميلادية، والتي قام الملك بتسجيلها بنفسه في الرسائل التي كان يبعث بها إلى نائبه وولي عهده آنذاك الأمير الحسن وفي إحدى الرسائل يخبر ولي العهد بأنه لم يتمكن من زيارة ينبع، والتي زارها بعد ذلك حفيده الأمير سيدي محمد عندما قام بزيادة رسمية للمملكة في أول رجب عام 1406ه/12مارس 1986 والذي غدا بعد ذلك الملك محمد السادس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.