12-2009 افتتح، مساء أمس الأربعاء برواق باب الرواح بالرباط، معرض تشكيلي للفنانة المكسيكية آغيدا لوثانو تحت عنوان "صحراء". وقد حضر حفل افتتاح المعرض ، الذي نظمته سفارة المكسيك بالمغرب بتعاون مع وزارة الثقافة، بالخصوص وزيرة العلاقات الخارجية للمكسيك السيدة باتريسيا اسبينوسا كانتيانو التي تقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب، ووزير الثقافة السيد بنسالم حميش. وفي كلمة بالمناسبة، أشادت السيدة باتريسيا اسبينوسا كانتيانو بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين المغرب والمكسيك، مضيفة أن الثقافة تقرب بين المملكة المغربية والمكسيك ، ف"المغرب بلد جميل وقريب من القلب من خلال الثقافة بالرغم من البعد الجغرافي". وذكرت وزيرة الشؤون الخارجية المكسيكية بالإرث الثقافي للمكسيك الذي استوحته من الأندلس ، الأمر الذي يزيد من تعزيز التقارب بين المغرب والمكسيك. وأكدت السيدة باتريسيا اسبينوسا كانتيانو، أن العلاقات الثقافية تعزز الاحترام بين الشعوب ، كما أن الثقافة تعتبر خير سفير للشعوب. وأبرز السيد بنسالم حميش ، من جانبه، رمزية "الصحراء" ، (تيمة لوحات الفنانة المكسيكية) ، بخصوص دورها في ميلاد الثقافات والأديان السماوية التوحيدية وكذلك الحضارات، مشيرا في هذا الصدد إلى قصص أنبياء الله ورسله إبراهيم وعيسى ومحمد عليهم السلام. وتطرق إلى الاشكالات التي يمكن أن تكون مصاحبة لفضاء الصحراء ، كالوعي بأهمية الماء ، ورحلات البحث عنه وعن الكلأ والترحال، بالإضافة إلى بناء الدول، مذكرا في هذا السياق بأن أكبر الدول المغربية نشأت في الصحراء، كالمرابطين والموحدين والمرينيين والعلويين. وبخصوص العلاقات الثقافية بين المغرب والمكسيك ، خاصة ، والدول الأمريكية الإيبيرية بصفة عامة، اعتبر بنسالم حميش أن "كل شيء يمكن أن يبدأ بالثقافة والبقية تأتي في المبادلات التجارية والقضايا السياسية الكبرى من حيث التفاهمات ومن حيث تحسيس هذه الدول بقضايانا الكبرى كالتنمية البشرية وقضية الصحراء المغربية وكل ما يهم منطقتنا وبالضرورة منطقة هذه الدول". ووصف وزير الثقافة لوحات الفنانة آغيدا لوثانو ب"القوية"، خاصة أن "محورها وموضوعتها هو الصحراء"، مضيفا أن المتأمل في لوحات هذه الفنانة يكتشف بأن الصحراء ليست ذاك اللون الأصفر الذي تعرف به عادة ، "لكن هناك ألوان أخرى مخبوئة تحت الصحراء. وأن الصحراء، خلافا لما يعتقد، هي فضاء شاسع مليء بالحياة " وتحمل لوحات الفنانة المكسيكية (حوالي عشرين لوحة)، عناوين تحيل في غالبيتها إلى الصحراء ومصطلحاتها الخاصة جدا ، والتي تنم عن عشق لهذا الفضاء الواسع والشاسع والموحي أيضا. تقول الفنانة إن "الفن يجد أصوله داخل الفنان نفسه ..في جسده وفي روحه ، حيث يعبر عن إدراكه للعالم"، مضيفة في ورقة تعريفية أن "هناك تماهيا وتشابها بين الصحراء المكسيكية الشاسعة وبين الصحراء المغربية " . ومن عناوين لوحات هذا المعرض ، الذي سيستمر إلى غاية 15 دجنبر الجاري، نجد "مشهد البداية" و" تسلق انرفادي" و"السر" و"فترات من الزمن" و"سفر للاستراحة" و"سقوط الملاك" ...إلخ. وهي عناوين تحيل بشكل أو بآخر إلى تجربة خبرت خبايا الفضاء الصحراوي وأسراره التي لا يمنحها إلا لعاشق محب. وقد نظمت آغيدا لوثانو، وهي من مواليد 1944 بكوتيموك بمنطقة شيواوة المعروفة بصحرائها، أول معارضها سنة 1963 بجامعة مونتيري. وفي سنة 1971 اختارت الاستقرار بشكل نهائي بفرنسا، إلا أنها تعرض بشكل مستمر بامريكا اللاتينية والولايات المتحدة واوروبا، حيث تعرض أعمالها بمتحف الفن الحديث بباريس والمكسيك وبمتحف مونتيري والمكتبة الوطنية الفرنسية .