12-2009- أكد المخرج والممثل الصربي إمير كوستاريكا أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تظاهرة ترفع لواء السينما رفيعة المستوى. وقال رئيس لجنة تحكيم الدورة 58 لمهرجان كان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المهرجان "واجهة للتأثير الفردي للسينما"، مؤكدا أن سياسة الانفتاح على العالم التي يدعو لها المهرجان تشجع التواصل بين المملكة وباقي العالم.
` "السينما اليوم : الكم على حساب الكيف" `
وفي تعليق له على السينما اليوم، قال المخرج الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان (1985)، إن السينما العالمية تعترضها حاليا صعوبات كبيرة تتمثل في البحث عن توازن ما بين تطوير التقنيات الحديثة للإعلام والتواصل والمادة المنتجة، مشيرا بالمناسبة إلى ضعف جودة الأفلام المنتجة حاليا.
وأعرب إمير كوستاريكا، الذي كرمه مساء أمس الإثنين المهرجان الدولي التاسع بمراكش، عن أسفه لكون قاعات السينما "لا تسعى إلا إلى الاغتناء عبر تشجيع تسويق أفلام ذات مستوى رديء".
` "بانشو فيلا: أكبر تحد في حياتي" `
وفيما يتعلق بمشروع فيلمه حول حياة بانشو فيلا، قال كوستاريكا إن هذا الفيلم سيكون "أكبر تحد" في حياته، موضحا أن التصوير سيكون في السنة المقبلة وعلى الأرجح في شهر يناير أو شهر فبراير بمشاركة النجم الأمريكي جوني ديب.
وكشف كوستاريكا أنه يحضر فيلما جديدا بعنوان "كول واتر" سيتم تصويره في فلسطين، موضحا أن هذا الشريط الطويل سيصور المفارقات والمواقف الغريبة التي تكتنف حياة مواطن فلسطيني في رحلته من غزة إلى رام الله.
` "لا آخذ نفسي أبدا مأخذ الجد" `
ومن جهة أخرى، أكد المخرج الصربي، المزداد بسراييفو، أنه لا يأخذ نفسه أبدا مأخذ الجد "ولهذا ربما حصلت على كل هذه الجوائز في حياتي"، مضيفا قوله "ولكن أكبر جائزة سأحصل عليها هو أن تكون حياتي مفيدة للشباب".
` "سعيد جدا بأن أنعت بكوني فنانا مثيرا للجدل" `
وقال المخرج العالمي "إنني سعيد جدا بأن أنعت فنانا مثيرا للجدل"، مضيفا أن "هذه الصفة تبين أنه في هذا الزمن الذي يعرف فيه العالم تحولات عميقة أحاول أن أستعمل كل الوسائل لفهم العالم وبث رؤيتي الخاصة في أعمالي الفنية وإبراز كل الطاقات البشرية غير المنمطة".
واعتبر كوستاريكا أنه "في الحياة يجب أن يكون المرء طوباويا ومثاليا من أجل أن يتمكن من بلوغ هدفه".
وقال كوستاريكا عازف الباص في فرقة "نو سموكينغ أوركيسترا" : "أشعر بنفسي حرا عندما أعزف الموسيقى أو أؤدي دورا أو أخرج فيلما"، مضيفا أن الموسيقى والسينما "صنفان منسجمان يعكسان ردود الفعل الإنسانية على الأصعدة الثقافية والدينية والسياسية".
يذكر أن أمير كوستوريكا، ازداد عام 1954 بسراييفو، حيث بدأ حياته لاعبا لكرة القدم قبل أن يتخلى عنها لاستكمال دراسته في تخصص السينما بأكاديمية ميلو فورمان ببراغ.
وبعد عودته إلى سراييفو، أخرج شريطين تلفزيين وشريطين روائيين للشاشة الكبيرة، ويتعلق الأمر بكل من "تو سوفيان تي دو دولي بيل" الحائز على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية سنة 1981، و"بابا إي أون فواياج دافير"، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان سنة 1985.
وبعد نجاح شريطه "لو طون دي جيطان" (1988)، انتقل إلى نيويورك لتدريس السينما في جامعة كولومبيا. وخلال سنتين، صور شريط "أريزونا دريم" بمشاركة جوني ديب إلى جانب جيري لويس، وفاي دوناوي (1993)، وهو الشريط الذي حصل على جائزة الدب الفضي والجائزة الخاصة للجنة التحكيم بمهرجان برلين.يشار إلى أن المهرجان الدولي التاسع للفيلم بمراكش كرم أمس أمير كوستاريكا ساحر السينما العالمية.