كرمت الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء يوم الاثنين 7 دجنبر الجاري، ساحر السينما العالمية، الصربي إمير كوستوريتشا، صاحب الأفلام الأكثر تتويجا في المهرجانات العالميةإمير كوستوريتشاوإيزابيلا فيراري (أ ف ب) وسلمته الممثلة الإيطالية، إيزابيلا فيراري، عضوة لجنة تحكيم هذه الدورة، النجمة الذهبية للمهرجان، اعترافا له بالمجهودات التي قدمها في الفن السابع وبأعماله المتميزة. واعتبرت فيراري أن المخرج والسيناريست المحتفى به "رحالة ومكتشف واسع الخيال، يسعى وراء حدسه الفني إلى أبعد الحدود"، وأضافت أن "إيطاليا تعشق إمير كوستوريتشا كعشقها لفيليني، وفنه قريب منا كثيرا". أما المكرم فاعتبر، في كلمة بالمناسبة، أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مناسبة لإحياء السينما، معربا عن أمله في أن تنقد الثقافة العربية ، التي يعتز بحمل اسم مشتق من لغتها، السينما العالمية. وقال المخرج الصربي، الذي سبق أن فاز بسعفتين ذهبيتين في مهرجان كان، في ندوة صحفية بهذه المناسبة، إن الحركة السينمائية بالمغرب عرفت خلال السنوات الأخيرة انتعاشة ملحوظة، مضيفا أن مهرجان مراكش الدولي أصبح من ضمن المهرجانات السينمائية العالمية، التي تحظى بتغطية إعلامية دولية واسعة، داعيا المخرجين المغاربة إلى انتهاز فرصة مناخ الانفتاح لإنجاز أعمال سينمائية جديدة. وأكد كوستوريتشا، الذي درس السينما بالعاصمة التشيكية براك، ضرورة الاحتفاظ بجمالية السينما، التي تنسجم مع الموسيقى في تكوينه الفني، مضيفا أن الفرقة الموسيقية "نوسموكين أوركسترا" تحتل مكانة خاصة في أعماله السينمائية وحياته الشخصية، قبل أن يلتحق بها رسميا كعازف على آلة الباص، ويشارك ضمنها في عدد من جولاتها، دون أن يخفي تأثره بالموسيقى العربية من خلال حضوره كموسيقي يعزف على آلة الباص ضمن مهرجان "موازين" بالرباط، في السنة المنصرمة. واعتبر كوستوريتشا نفسه فنانا مغامرا ومزاجيا، يبدع أعماله انطلاقا مما يستلهمه من الواقع، مؤكدا أنه يحب الاشتغال على أفكار غير مألوفة عند الجمهور، لكن ليس بالمنطق التجاري، الذي أكد ضرورة تجاوزه. وأوضح خلال إجابته على أسئلة الصحافيين، أنه يستعد لتصوير فيلم جديد بعنوان "الماء البارد" بالاشتراك مع النجم الأميركي جوني ديب، يحكي قصة مواطن فلسطيني يسافر من قطاع غزة إلى مدينة رام الله، وتتجسد خلال هذه الرحلة في بلد واحد حياة هذا المواطن ومعاناته الشخصية، التي تلخص معاناة شعب بأكمله. وأشار المخرج الصربي، الذي بدأ مسار حياته لاعبا موهوبا لكرة القدم، إلى أن مجموعة من أعماله السينمائية تأثرت بالثقافة الأميركية، خصوصا بعد قضائه حوالي سنتين بأميركا، من خلال تدريس السينما بجامعة كولومبيا بنيويورك. يذكر أن إمير كوستوريتشا، الذي ترأس عام 2005 لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي الدولي، ازداد عام 1954 بسراييفو، وبدأ حياته لاعبا لكرة القدم، قبل أن يتخلى عنها لاستكمال دراسته للسينما بأكاديمية ميلو فورمان ببراغ. وبعد عودته إلى سراييفو، أخرج شريطين تلفزيونيين وشريطين روائيين للشاشة الكبيرة، ويتعلق الأمر بكل من "هل تتذكر دولي بيل" الحائز على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية سنة1981، و"أبي في سفر مهني"، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان سنة 1985. وبعد نجاح شريطه "زمن الغجر" سنة 1988، انتقل إلى نيويورك لتدريس السينما في جامعة كولومبيا. وخلال سنتين، صور شريط "حلم أريزونا" بمشاركة جوني ديب، إلى جانب جيري لويس، وفاي دوناوي سنة 1993، وهو الشريط الذي حصل على جائزة الدب الفضي والجائزة الخاصة للجنة التحكيم بمهرجان برلين. وواصل كوستوريتشا مسيرته بشريط "أندرغراوند" سنة 1995، الذي مكنه من الفوز مجددا بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، وفي سنة 1998، وبفضل شريطه "قط أسود قط أبيض"، حصل على جائزة الأسد الفضي بمهرجان البندقية. وعن شريطه "الحياة معجزة" حصل على جائزة التربية الوطنية بكان سنة 2004، وجائزة القيصر سنة 2005 لأحسن فيلم بالاتحاد الأوروبي. وبمناسبة تكريمه في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته التاسعة، يعرض منظمو المهرجان مجموعة من أشرطته ضمن البرمجة العامة للمهرجان.