7-12-2009- مبعوثون- كرمت الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء اليوم الاثنين، ساحر السينما العالمية أمير كوستاريكا. وسلمت الممثلة الإيطالية إيزابيلا فيراري، عضو لجنة تحكيم هذه الدورة، للمخرج والسيناريست الصربي النجمة الذهبية للمهرجان. واعتبرت فيراري، أن المحتفى به "رحالة مكتشف واسع الخيال يسعى وراء حدسه الفني إلى أبعد الحدود"، مضيفة أن "إيطاليا تعشق أمير كوستاريكا عشقها لفيديريكو فيليني" وفنه "قريب منا". أما أمير كوستاريكا فاعتبر، في كلمة بالمناسبة، المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مناسبة لإحياء السينما، معربا عن أمله في أن تنقذ الثقافة العربية، التي يعتز بحمل اسم مشتق من لغتها، السينما العالمية. وكان كوستاريكا، صرح في ندوة صحفية بعد زوال اليوم، أن المغرب، الذي شهد تصوير "كازابلانكا" أحد أشهر كلاسيكيات السينما العالمية، يمكن أن يعرف بروز سينما قوية إذا توفرت الإرادة وسار على نهج دعم السينما الوطنية وتشجيعها، داعيا المخرجين المغاربة إلى انتهاز فرصة مناخ الانفتاح لإنجاز أعمال سينمائية جديدة. وبخصوص حضوره كموسيقي يعزف على آلة الباص ضمن مهرجان "موازين" بالرباط في السنة المنصرمة، قال كوستاريكا إنه أدى إلى جانب رفاقه في فرقة "نو سموكينغ أوركسترا" الموسيقية، التي انضم إليها عام 1986، ألوانا من العزف بعضها متأثر بالموسيقى العربية. وفي هذا الصدد، تحدث المخرج العالمي عن علاقته بالموسيقى التي نقل عن فيليني قوله إنها أقرب الفنون إلى السينما، موضحا أن السينما والموسيقى منسجمان في تكوينه الفني. وعن مشاريعه المستقبلية، قال إنه سيخرج قريبا بالاشتراك مع النجم الأمريكي جوني ديب فيلما سينمائيا عن مواطن فلسطيني يسافر من قطاع غزة إلى مدينة رام الله وتتجسد خلال هذه الرحلة في بلد واحد حياة هذا المواطن ومعاناته الشخصية التي تلخص معاناة شعب بأكمله. يذكر بأن أمير كوستوريكا، الذي ترأس عام 2005 لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي الدولي، ازداد عام 1954 بسراييفو، حيث بدأ حياته لاعبا لكرة القدم قبل أن يتخلى عنها لاستكمال دراسته في تخصص السينما بأكاديمية ميلو فورمان ببراغ. وبعد عودته إلى سراييفو، أخرج شريطين تلفزيين وشريطين روائيين للشاشة الكبيرة، ويتعلق الأمر بكل من "تو سوفيان تي دو دولي بيل" الحائز على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية سنة 1981، و"بابا إي أون فواياج دافير"، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان سنة 1985. وبعد نجاح شريطه "لو طون دي جيطان" (1988)، انتقل إلى نيويورك لتدريس السينما في جامعة كولومبيا. وخلال سنتين، صور شريط "أريزونا دريم" بمشاركة جوني ديب إلى جانب جيري لويس، وفاي دوناوي (1993)، وهو الشريط الذي حصل على جائزة الدب الفضي والجائزة الخاصة للجنة التحكيم بمهرجان برلين. وواصل كوستوريكا مسيرته بشريط "أندرغراوند" (1995) الذي مكنه بالفوز مجددا بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان. وفي سنة 1998، وبفضل شريطه "شا نوار شا بلان"، حصل على جائزة الأسد الفضي بمهرجان البندقية. وعن شريطه "لا في إي آن ميراكل" حصل على جائزة التربية الوطنية بكان (2004) وجائزة القيصر (2005) لأحسن فيلم بالاتحاد الأوربي. وعاد خلال سنة 2007، لتصوير شريطه "لو طون دي جيطان" الذي حقق نجاحا باهرا، والذي أصبح بعد ذلك عرضا ملحميا قدم بقاعة أوبرا باستيل، ثم بقصر المؤتمرات في مارس 2008.