ستشكل توجهات الإدارة الأمريكيةالجديدة في الفضاء المتوسطي محور الندوة الدولية السادسة لمنتدى باريس الذي سينظم يومي 9 و10 أبريل بالعاصمة الفرنسية. وأوضح المنظمون أن اختيار موضوع " أوروبا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وحوض البحر الأبيض المتوسط "، يجد تفسيره في الإرادة التي أظهرها الرئيس باراك أوباما بخصوص العمل على التغيير العميق لمقاربة بلده إزاء إحدى المناطق الأكثر اضطرابا وهشاشة في العالم ، والمتمثلة في حوض المتوسط. واعتبر المنظمون أن بعض هذه التوجهات تبدو واضحة، فيما تتم قراءة أخرى في تصريحات الرئيس الامريكي وأعضاء إدارته، مشيرين إلى أن "تأثيرها على مستقبل المنطقة يمكن أن يكون هاما". وسيحاول المتدخلون خلال هذه الندوة،بما فيهم متوسطيون من كلا الضفتين وأمريكيون، الإحاطة بدقة بالغة بتوجهات الإدارة الأمريكية في المنطقة المتوسطية. وسيعمل هذا اللقاء المنظم تحت رعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال اليوم الأول، على تقييم مثالية وبراغماتية السياسة الدولية لباراك أوباما،وكذا الكيفية التي يتجسدان من خلالها في الفضاء المتوسطي بصفة عامة وفي الوضع المعقد لمنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة. وسيقيم المتدخلون بهذه المناسبة حصيلة العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم العربي - الإسلامي، منذ الخطاب الذي ألقاه الرئيس أوباما بجامعة القاهرة في الخامس من يونيو 2009. وخلال اليوم الثاني، سيقوم المشاركون بتحليل المكتسبات والصعوبات ووعود الاتحاد من أجل المتوسط، على ضوء " الرهان الأمريكي" الجديد، المتعلق بشعوب المنطقة "لتمكينهم من الأخذ بزمام مصيرهم من خلال تعزيز التعاون بينها". وسيشارك العديد من الشخصيات من عالم السياسة ووسائل الإعلام والفكر في هذا اللقاء، وعلى الخصوص، السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، الوزير الإسباني للشؤون الخارجية، واوبير فيدرين، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، وبيير لولوش، كاتب الدولة الفرنسي في الشؤون الأوروبية، وروبير مالي، المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون ومدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية ( إنترناشيونال كرايسيز غروب) بالولاياتالمتحدةالأمريكية. ويسعى منتدى باريس الذي يرأسه الفرنسي - المغربي ألبير مالي، الى ان يشكل فضاء للحوار والنقاش. ويعتبر هذا المنتدى "قوة اقتراحية للبناء وإعادة البناء والمصالحة".